لماذا لم يتظاهر الألمان ضد الرئيس المنتخب هتلر بعد سنة؟ .... سمير فريد


منذ ثلاث سنوات أو 36 شهراً، كنا نحلم بأن يكون لنا رئيس سابق ولو بعد 20 سنة، والآن أصبح لدينا رئيسان سابقان.

لا أحب كلمة «المخلوع» فى وصف مبارك، ولا كلمة «المعزول» فى وصف مرسى، هذه أوصاف لا تليق بثورة يناير ولا ثورة يونيو، أى إهانة لهذا الرئيس أو ذاك هى إهانة للأغلبية التى انتخبته، بغض النظر عن مدى نزاهة أو عدم نزاهة الانتخابات، ثم إن الصراع السياسى بصفة عامة ينحدر عند استخدام أوصاف التشفى، كما فى الصراعات الشخصية.

نعم، كلاهما لم يهبط علينا من السماء، ولا انشقت عنه الأرض فجأة، وإنما كانت له شعبية فى وقت معين فى ظروف معينة، خاصة مبارك الذى لا يعقل أن يكون قد فرض على الشعب المصرى ثلاثين سنة. إنه نفس الشعب الذى قام بثورتى 25 يناير و30 يونيو.

الإنسان فى كل لحظة من لحظات حاضره يعيش كل الماضى «التاريخ» ويصنع المستقبل بعد أن يمر الحاضر ويصبح ماضياً، وكون أى رئيس جاء عن طريق صناديق الانتخابات لا يعنى أكثر مما يعنيه، وقد طلب مبارك عدة شهور لاستكمال فترة رئاسته، ورفض شعب 25 يناير، وطلب مرسى عدة سنوات لاستكمال فترة رئاسته، ورفض شعب 30 يونيو، فالثورة استبدال للشرعية القائمة بأخرى.

وقد جاء هتلر إلى حكم ألمانيا فى ثلاثينيات القرن العشرين الميلادى الماضى عبر صناديق الانتخابات أيضاً مثل مرسى، ولكن لماذا لم يتظاهر الألمان ضد حكمه بعد سنة من توليه، كما تظاهر المصريون ضد حكم مرسى، وتركوا هتلر يحكم ويشعل الحرب العالمية الثانية «1939 - 1945» التى دمرت ألمانيا وأغلب دول أوروبا، وأدت إلى مقتل أكثر من خمسين مليون إنسان فى العالم من اليابان إلى مصر والسنغال!

تمكن هتلر من وضع رجال ونساء حزبه فى كل مفاصل الدولة، وعطل الدستور والقانون كما فعل نظيره المصرى، وإن اختلفت أيديولوجية كل منهما، ولكن الفرق بينهما أن هتلر بعث الروح الوطنية فى الشعب الألمانى الذى كان يشعر بالمهانة بعد هزيمة ألمانيا فى الحرب العالمية الأولى، وواجه الأزمة الاقتصادية العالمية التى بدأت عام 1929، وأعاد بناء الاقتصاد والجيش، وجعل أغلبية الألمان يشعرون بالتفاؤل، ولو كان تفاؤلاً كاذباً، وذلك على النقيض تماماً من سنة حكم مرسى. الفرق أن شعار حزب مرسى كان «طظ فى مصر»، وشعار حزب هتلر كان «ألمانيا فوق الجميع».


ميديا واخبار العرب
زوروا موقعنا الجديد لكل الفيديوهات - رياضية سياسية دينية وثائقة

رجــاء اترك تعليقا عن رايك فيما قرأت او شاهدت Facebook Comments تعليقات الفيس بوك




0 comments

ضع تعليق

رجاء اترك تعليقك على ما قرأت

Copyright 2011 موقع الاخبار اخر خبر والاخبار العاجلة Designed by