بوابة الحرية والعدالة
نيفين ملك: استخدام للقوة المفرطة والحل الأمني ومعظم الإعلام صار سلاحا بيد السلطة وبوق لترويج وكيل الاتهامات لأي معارض.
د. عبد السلام نوير: الحلول الأمنية لا يمكن أن تستمر طويلا ولا يمكن أن تخلق شرعية والانقلاب يتجه لتشديد قبضته الأمنية على الصعيد.
وصف خبراء الهجوم على قرية دلجا بالمنيا بأنه استخدام للقوة المفرطة من قبل سلطة الانقلاب ضد ما تعتبره السلطة ببؤر للمعارضة من رافضي الانقلاب، بما يكرس اختيارها للحلول الأمنية تجاه أزمة سياسية متفاقمة، مؤكدين أن الحل الأمني لا يمنح شرعية ولن يستمر طويلا، متوقعين اتجاه السلطة لتشديد القبضة على الصعيد، وأكدوا أن هناك وسائل إعلام أصبحت سلاحا وبوقا لسلطة الانقلاب تكيل الاتهامات وتروج لها وتتبنى خطابا تحريضيا يبث الكراهية.
في إطار تعليقها على ما وقع اليوم الاثنين بقرية دلجا بالمنيا قالت "نيفين ملك" - المحامية والناشطة الحقوقية -: إن ما يجري هو استخدام قوة مفرطة من قبل السلطات ومن الواضح ميلها للحلول والسيطرة الأمنية في ظل تجاهل إعمال الآليات السياسية لحل الإشكالية الأصلية، فنحن لازلنا بصدد مشكلة سياسية ينبغي التعامل معها بحلول سياسية، فالحلول الأمنية فقط دونما محاولة للسعي لإيجاد رؤية وحل لهذه المشكلة السياسية القائمة يزيد ويصعد من المشكلة ولا يعمل على حلها، أو إيجاد الحل المناسب الذي يساعد على عودة الاستقرار للمجتمع المصري.
وحول ما أكده أبناء دلجا من أن قريتهم لا تعاني من فتنة طائفية بل لديهم لحمة وطنية قوية بينما اتهموا الإعلام بترويج فكرة وجود فتنة غير قائمة أصلا، علقت "نيفين" في حديثها لـ"الحرية والعدالة" بأنه للأسف أصبحت معظم وسائل الإعلام جزءا من المشكلة لأنه إعلام غير مهني يتسم خطابه في كثير من الأحيان بالتحريض وبث روح الكراهية والانقسام المجتمعي، ولا يعمل على نشر روح التسامح والوحدة والتلاحم داخل المجتمع المصري.
وتابعت "نيفين": الإعلام جزء من المشكلة بلغته التحريضية وعدم المهنية وهذا بشهادة العالم كله، إعلام مصبوغ بصبغة واحدة، ورأي الآخر يتم تجاهله مطالبة بضرورة الالتزام بمواثيق الشرف الإعلامية والعمل على أرضية الدولة والمواطنة والتلاحم واحترام وحدة المجتمع وعدم تقسيمه اجتماعيا.
وحول ما وصفه أهالي من دلجا بتحريض الإعلام ضدهم وترويجه لفزاعات قالت "نيفين": إن الإعلام غير المهني يمارس التحريض، وأصبح يستخدم كأداة لجلد الآخر، بل ترك الإعلام دوره الأساسي في التنوير ونقل الحقائق وأصبح يمارس سلطة النيابة بالادعاء على كل معارض للانقلاب على أنه خائن للوطن وتمادى في ذلك ووصف المعارضين بالطابور الخامس، وأصبح هذا النمط من الإعلام التحريضي سلاح السلطة وصوتا وبوقا لترويج الاتهامات وكيلها لأي معارض، متخليا عن دوره الأصلي كإعلام واجبه نشر الحقائق وليس نشر الكراهية، مما أفقده الكثير من المصداقية وصار ترتيبه متدنيا عالميا، لافتقاده آليات تدعم الحريات، وكذلك لأنه لا يعرض الرأي والرأي الآخر مما يقلل من رصيده المهني.
من جانبه يرى د. عبد السلام نوير - أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط - أن ما يحدث بقرية دلجا بالمنيا الآن يؤكد بالطبع أن مثل هذه المعالجة الأمنية لقضية "دلجا" المؤيدة للشرعية هي موقف التزمت به السلطة الانقلابية منذ اليوم الأول للانقلاب، ومتوقع أن الأمر والطريقة نفسها ستتم مع كل ما تعتبره سلطة الانقلاب بؤرا للمعارضة أو بؤرا لمقاومة الانقلاب، وحدث هذا فعليا في مجازر فض الاعتصامات المؤيدة للشرعية، ومن المتوقع أنه سيتم مع قرية "دلجا" ومع "كرداسة".
وأشار "نوير" في حديثه لـ"الحرية والعدالة" أنه من المتوقع أيضا أن الانقلاب سيشدد من القبضة الأمنية على الصعيد ككل، وهذا واضح منذ بدأ قرار إيقاف قطارات السكك الحديد بسبب خشية سلطة الانقلاب من قدوم متظاهري الصعيد من مؤيدي الشرعية للقاهرة، وليس خشية من وقوع أعمال إرهابية، ولكن خشية بؤر رفض الحادث الانقلابي منذ وقوعه.
ووصف "نوير" أداء سلطة الانقلاب بأن ما يغلب عليها هو المعالجة الأمنية بينما الحل الأمني لا يمثل حلا ولا يعالج ما ينبغي معالجته سياسيا، فهناك أزمة سياسية واقعية بمصر يدركها القاصي والداني، والحلول الأمنية لا يمكن أن تستمر طويلا ولا يمكن أن تخلق شرعية.
زوروا موقعنا الجديد لكل الفيديوهات - رياضية سياسية دينية وثائقة
رجــاء اترك تعليقا عن رايك فيما قرأت او شاهدت
|
Follow @22xc |