أعلنت الحكومة الإثيوبية، الإثنين الماضي، اعتزامها البدء في تحويل مجرى النيل الأزرق، أحد روافد نهر النيل، إيذانًا ببداية العملية الفعلية لبناء سد النهضة، وهو ما تم وصفه بالإجراء «المفاجئ».
وظهرت تقارير منشورة على موقع السد الإثيوبي وأخرى على موقع مكتب المجلس الوطني لتنسيق المشاركة العامة في تشييد سد النهضة، تكشف أن هذا الإجراء لم يكن مفاجئًا بالمرة وأن تطورات متسارعة شهدها المشروع منذ إعلان رئيس الوزراء الراحل ميليس زيناوي، في 2 أبريل 2011، البدء رسميًا في تشييد السد.
يأتي التقرير الأول على موقع المجلس الوطني لتنسيق المشاركة العامة في تشييد سد النهضة، وهو المجلس الذي يعبر عن الطابع القومي للمشروع لدى الإثيوبيين، وتم إنشاؤه بغرض إتاحة مجال لكل إثيوبي داخل وخارج البلاد للمساهمة في هذا المشروع الذي تم وصفه بالحدث التاريخي، كما يضم في تشكيله جميع أطياف الشعب الإثيوبي ممثلين في 75 عضوًا من الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة والمشاهير والمثقفين والزعماء الدينيين والجمعيات المدنية.
التقرير صادر عن شركة الكهرباء الإثيوبية ويرصد تطورات المشروع حتى أغسطس 2012، حيث يبدأ بوصف عام له باعتباره «مشروعا للطاقة الكهرومائية يتم بناؤه على النيل الأزرق بغرض توليد 6 آلاف ميجاوات من الكهرباء عن طريق استغلال تدفق مياه النهر، والذي يقدر في المتوسط بنحو 1547 متر مكعب في الثانية».
ويتكون المشروع بالأساس من سد رئيسي من الخرسانة المضغوطة RCC «أحد طرق بناء السدود وتم استخدامها في سد التنور بالأردن»، وسد فرعي Saddle Dam على المناطق المنخفضة المجاورة للخزان لمنع غمرها بالمياه، ومحطتين لتوليد الطاقة الكهربية، ومنطقة تحويل بطاقة 500 كيلو فولت بالإضافة إلى المفيض «قناة تصريف فائض المياه».
وتم تصميم المشروع بسعة تخزين 74 مليار متر مكعب عند مستوى الإمداد الكامل، ويغطي مساحة 1680 كيلو مترا مربعا سيتم استخدامها بشكل أساسي في توليد الطاقة الكهربية.
كما تم البدء في تشييد خط تحويلي بطاقة 400 كيلو فولت لإمداد المشروع بالكهرباء اللازمة من مشروع نهر بيليس الكهرومائي «نهر غرب إثيوبيا ويعد أحد رواد النيل الأزرق» خلال فترة التشييد، على أن يتم استخدامه لربط الكهرباء من سد النهضة عند بدء توليدها بالشبكة القومية، هذا بالإضافة إلى خطوط تحويل بطاقة 500 كيلو فولت للربط سيتم تشييدها كمشروع منفصل.
ويقول التقرير إن تقييم التأثيرات البيئية وخطط إعادة التوطين أصبحت في مراحل إعدادها الأخيرة، كما تم توزيعها على المؤسسات ذات الصلة للمراجعة وإبداء الرأي، فيما لا تزال الأعمال التحضيرية لبدء برنامج إعادة التوطين محل الإعداد.
وبخصوص تطورات المشروع، فيوضح التقرير أنه تم الانتهاء تمامًا بنسبة 100% من آبار الحفر، وخنادق المعاينة، ورسم الخرائط الجيولوجية، والمعاينة الجيوفيزيائية «فيزياء الأرض»، فيما تم الانتهاء من الاختبارات المعملية بنسبة 91% منها.
ويبلغ عدد العاملين بالمشروع 4225 شخصًا منهم 131 من الأجانب و2905 عمال محليين و1189مقاولين من الباطن.
وبخصوص الآلات والمعدات المستخدمة فتبلغ 991 وحدة، منها 893 تابعة لمقاولين و81 تابعة لمقاولين من الباطن بالإضافة إلى 17 وحدة مؤجرة.
ويدير مشروع سد النهضة المهندس الإثيوبي سيميجنيو بيكيلي، الذي باشر بناء 3 سدود أخرى في بلاده، إلا أن هذا المشروع هو السد الأول الذي يباشر بناءه على النيل الأزرق، ويعرض التقرير الثاني الصادر عن إدارة المشروع والمنشور على موقعه الإلكتروني في يوليو 2012، تطورات أعمال المرحلة الثانية لمعاينة موقع بناء السد.
ويقول التقرير إن آبار المعاينة المتعلقة بالسد الرئيسي والسد الفرعي والمفيض تم الانتهاء منها، موضحًا أن عدد آبار الحفر بلغ أكثر من 104، كما تم الانتهاء من 7 أنفاق للمعاينة، منها 3 على الضفة اليمنى و4 على الضفة اليسرى.
وبخصوص السد الفرعي فتم الانتهاء من تثبيت منصة الحفر الخامسة مع تشييد طريق بين المفيض والسد الفرعي.
ويوضح التقرير الطرق التي يتم تشييدها لتسهيل عمليات الانتقال الخاصة بالمشروع، وهي الطرق التي تم إنشاؤها بإجمالي 122.7 كيلو متر، منها أربعة طرق للضفة اليمنى تشتمل على:
- الطريق الأول: بطول 7.5 كيلو متر ويعد بمثابة الممر التحويلي حول منطقة السد الأيمن.
- الطريق الثاني: ويبلغ طوله 1.9 كيلو متر.
- الطريق الثالث: سيحل محل الطريق القائم بين جوبا وبامبودي.
- الطريق الرابع: يربط بين الطريق الأول ومعسكر العاملين المؤقت والدائم بطول 6.5 كيلو متر.
وتتضمن الضفة اليسرى طريقا من منطقة السد الرئيسي إلى المفيض بطول 1.5 كيلو متر، وطريقا للنهر الأزرق من منطقة السد الرئيسي، وطريقا من خزان المياه ومحطة الإذاعة للسد الرئيسي بطول 1 كيلو متر، وطريقا لمنطقة سد الضفة اليسرى حيث يوجد كوبري بطول 34 كيلو متر، فيما تم تمهيد الطريق من السد الفرعي إلى السد الرئيسي بطول 9.5 كيلو متر.
كما يتم في إطار المشروع بناء كوبري على النيل الأزرق، والذي يقول التقرير إنه تم الانتهاء من كل أعماله باستثناء بعض الأعمال على السطح، والذي تم فيه استخدام 1411 متر مكعب خرسانة في القاعدة، و1188 متر مكعب في الارتفاع، و136 متر مكعب للسطح.
ويشرح التقرير تطورات بناء معسكرات عاملي ومهندسي المشروع، حيث تم إنجاز 45% من معسكر صغار العمال، والذي يتسع إلى 7500 شخصًا، و21% من المعسكر الدائم، و15% المعسكر المؤقت، وهذا بخلاف تسهيلات أعمال المقاولات حيث تم الانتهاء من بناء ورشة ومخزن ومعمل بالإضافة إلى أعمال النجارة والمكاتب وغيرها.
وحول ما يتعلق بأعمال تحويل مجرى النهر، فيقول التقرير إن هذا التحويل تمت إعادة تصميمه مؤخرًا ووضع خطوات جديدة لتنفيذه، فيما لازالت أعمال الاستكشاف والحفر والتفجير بالإضافة لإزالة المخلفات مستمرة بمنطقة التحويل.
وتم بناء مجموعتين من صمامات الحماية من طبقات الصخور، واحدة مع اتجاه مجرى النهر وأخرى عكسه، لحماية تشييد قناة التحويل، كما تم بناء جدار على طول نهر النيل لنفس الغرض، وبلغت عمليات الردم لتلك الصمامات بالمواد العازلة والصخور 282.2 ألف متر مكعب.
وعلى صعيد بناء السد الرئيسي، فتمت إزالة الأشجار والنباتات من منطقة بناء السد ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، كما تجري أعمال الحفر في التربة والصخور على ضفتي النهر، وبلغ إجمالي مساحات أعمال الحفر في التربة الناعمة والصخور بالسد الرئيسي 2.7 مليون متر مكعب، منهم 69.9 ألف متر مكعب في شهر يوليو فقط، فيما بلغت 144.3 ألف متر مكعب في محطة توليد الكهرباء على الضفة اليمنى. كما تم تشييد طريق لقمة السد على الضفة اليمنى بالإضافة إلى الاستمرار في تثبيت الدعامات الصخرية بالفناء الأيمن العلوي والسد المركزي.
وحول ما يتعلق بالسد الفرعي فتم الانتهاء من تطهير نحو 4 كيلومترات من قاعدة السد، وتم الانتهاء من عمليات استكشاف طبقات الأرض الخاصة به، وبلغ إجمالي عمليات الحفر في يوليو 2012 نحو 575 ألف متر مكعب.
ويأتي تقرير مارس 2012 المنشور أيضًا على موقع المشروع ليتضمن المزيد من الصور والتفاصيل بشأن الاختبارات المعملية، التي تم إجراؤها للتأكد من سلامة وصلاحية موقع بناء المشروع، وهي الاختبارات التي تضمنت حفر الآبار باستخدام اختبارات المياه وسحب العينات الجوفية، الانكسار السيزمي «أحد أنواع اختبار طبقات الأرض وأنواع الصخور» باستخدام اختبار جاك المسطح «أحد اختبارات المطاطية والمرونة» على الأنفاق، اختبارات بروبكس Probex على آبار الحفر، المعاينة البصرية والسمعية على ثقوب الحفر بواسطة فريق متخصص، اختبارات جودمان جاك «أحد اختبارات قابلية الكتل الصخر للتشكل أو تغير الشكل» على الأنفاق وآبار الحفر، اختبارات الانكسار السيزمي على السد الفرعي، اختبارات النفاذية على خنادق السد الفرعي «لمنع التسرب»، الاختبارات الباثيمترية «قياس الأعماق» ومسح خاص لفيزياء الأرض تم تنفيذها على نهر النيل لنحو 4 كيلومترات من محور السد، بخلاف اختبارات الانكسار السيزمي على الصخور بطول تحويل النهر على الضفة اليمنى.
وكل ذلك بالإضافة إلى الاختبارات السيزمية للضغط والحرارة الجوفية على السد الرئيسي، والاختبارات الكهربية للضغط والحرارة الجوفية في بئر الحفر لخط الحفر التقاطعي السيزمي، ومسوح الحفر التقاطعي الكهربية على الوادي، ومسوح الحفر التقاطعي السيزمية على الوادي، والمسح السيزمي لمعاينة التجاويف في قاعدة السد.
المعاينة الجيوتقنية «معاينة خصائص التربة» عند بئر الحفر 1300-160 للسد المركزي بالضفة اليمنى
معسكر كبار العمال
معسكر العمال المدربين
معسكر العمال غير المدربين
أعمال تشييد مصنع خلط خرسانة بناء السد
أعمال تشييد الحوائط الداعمة والجراشة الرئيسية اللازمة لصناعة خرسانة السد
عمليات تشييد أساسات الورشة الرئيسية للموقع
عمليات تشييد أساسات المخزن الرئيسي بموقع بناء السد
زوروا موقعنا الجديد لكل الفيديوهات - رياضية سياسية دينية وثائقة
رجــاء اترك تعليقا عن رايك فيما قرأت او شاهدت
|
Follow @22xc |