مقال اعتذار وجب للإخوان المسلمين لـ صابر مشهور



للإخوان المسلمين في عنقي اعتذاران؛ أذكر أحدهما اليوم.

الاعتذار الأول أنني أخطأت عندما اعتقدت لفترة طويلة أن الإخوان لا يأمنون بالديمقراطية.

شخصيا؛ ومن خلال معرفتي بالعلمانيين عن قرب؛ أعرف أنهم يبغضون الديمقراطية كبغضهم للموت؛ وفي وقت من الأوقات؛ في عهد مبارك؛ وبعد رحيله؛ قررت أن أنتخب البرادعي لو ترشح للرئاسة رغم ما اتضح عن حياته الشخصية؛ إذ أن يقيني الذي يتزعزع أن الديمقراطية هي قضية أمن قومي لمصر؛ وأهم من وجود جيش قوي؛ وكان ظني وظن الكثيرين؛ أن البرادعي رجل ديمقراطي؛ وكفرت به فور إعلانه أن الجيش هو الذي سيحمي علمانية الدولة.

وفي الواقع؛ وباعتبار أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين هم جيران لنا في المسكن والعمل والجامعة؛ فكل ما يقال عنهم من العمل لمصالحهم؛ وما إلى ذلك؛ كنت أعرف أنه خزعبلات؛ رغم أني لم أقرأ كتابا واحدا للإخوان المسلمين حتى الآن؛ ولكن كان لدي يقين أن الأحزاب المصرية كافة لا تؤمن بالديمقرامية سواء ليبرالية أو شيوعية أو إسلامية؛ لأنهم جميعا مصريون.

وطالما آمنت بما قالته لنا أستاذتي الدكتورة عواطف عبد الرحمن؛ في كلية الإعلام؛ أنه من حق الإخوان المسلمين الوصول للسلطة؛ وأنه تعظيم سلام لمن ينتخبهم الشعب؛ وأن الشعب هو الحارس للديمقراطية؛ وأي حزب لا يمتثل لذلك يجب أن يثور عليه الشعب ويخلعه؛ وعليه لم تكن لدي أي مشكلة في وصول الإخوان المسلمين للحكم؛ بل هو الأفضل؛ فهم أرحم من شفيق والعسكر مليون مرة؛ ولا وجه للمقارنة بينهم وبين العسكر؛ وقد رأينا جرائم العسكر٦٠ عاما.

الواقع أنه بعد وصول الرئيس مرسي للحكم؛ وجدت الإخوان المسلمون يقاتلون من أجل الديمقراطية؛ فلم يغلقوا قناة أو صحيفة؛ وكان مرسي سباقا في إلغاء الحبس الاحتياطي للصحفيين؛ ثم وجدته والإخوان المسلمون يقدمون ١٠ شهداء عند أبواب قصر الاتحادية حتى يتمكن الشعب من الاستفتاء على دستور يقلل من صلاحيات ويجعها مجرد ٢٠ بالمائة فقط؛ وال ٨٠ بالمائة تذهب لحكومة برلمانية غالب الظن أنها لن تكون منهم.

رأيت مرسي والإخوان المسلمين يقاتلون ويتحملون الإساءة والأذى من أجل الإسراع بالانتخابات والحد من سلطة مرسي؛ والتزموا بالشفافية فعرفنا راتب مرسي مليم مليم ورواتب مساعديه وحكومته فردا فردا؛ وحاسبناهم حسابا عسيرا؛ فلم يتضايقوا أو يتبرموا أو يتأففوا.

بل رأيت مرسي يختار شخصيات قوية في مواقع المسؤولية؛ ترهق أي رئيس ؛ فلها رأي وكلمة وموقف؛ ورأيته لا يتدخل في عمل الأجهزة الرقابية.

بل عندما اعترض البعض على تعيين الدكتورة باكينام الشرقاوي مساعدا لرئيس الجمهورية؛ لأن والدها لواء أمن دولة سابق؛ أذاق الإخوان المسلمين الأمرين؛ سألهم مرسي: هل يوجد ملحوظة على شخصها؛ فأجابوه لا؛ فعينها على الفور؛ فلم تأخذه ضغينة ولا سفاسف الأمور.

ثم رأيتهم يفعلون كل شيء علنا؛ فلم يكن عندهم ما يخفونه.،

والآن؛ لم يقل الإخوان المسلمين؛ إن الشعب كافر بالديمقراطية؛ وكان بمقدورهم قول هذا؛ ولكنهم تقدموا الصفوف؛ وصمدوا في رابعة العدوية؛ وقدموا آلاف الشهداء وأضعافهم جرحى ومصابين.

والواقع أن ما رأيته منهم خلال فترة حكمهم وبعدها قد أزال ما وقع في نفسي خطأ عن أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية؛ فقد ثبت أنهم الفئة الوحيدة في مصر التي تؤمن بالديمقراطية.

بل إن أشخاصا صدعونا بالديمقراطية مثل علاء الأسواني الذي كان يختم مقالاته بعبارة الديمقراطية هي الحل؛ يساند الحكم العسكري.

سقط الجميع في اختبار الديمقراطية؛ ونجح فيه الإخوان المسلمون؛ ولما كنت قد أخطأت باعتقادي هذا؛ فقد وجب علي أن أعتذر لهم.

وإلى اعتذار آخر تأخر ١٥ عاما.


ميديا واخبار العرب
زوروا موقعنا الجديد لكل الفيديوهات - رياضية سياسية دينية وثائقة

رجــاء اترك تعليقا عن رايك فيما قرأت او شاهدت Facebook Comments تعليقات الفيس بوك




1 comments

  1. غير معرف says:

    مقالة رائع

ضع تعليق

رجاء اترك تعليقك على ما قرأت

Copyright 2011 موقع الاخبار اخر خبر والاخبار العاجلة Designed by