قراءة تحليلية في أول حوار صحفي للسيسي منذ الانقلاب


بعد محاولة سريعة لقراءة وتحليل أول حوار صحفي مع الفريق-السيسي- قائد الانقلاب العسكري، والذي نشرته –جريدة المصري اليوم- علي مدي أيام السابع والثامن والتاسع من أكتوبر الجاري، نلمس الحضور الجلي لفكرة الإعلاء من شأنه ووضعه في موقع القائد والفذ، وترسيخ ذلك بالكثير من كيل العبارات والأوصاف.

وكذلك يلمح المتتبع للحوار، أنه إملاءات محددة، و حشد للتبريرات وتجميلا للمواقف لا أكثر.

ولذا غابت من علي لسان المُحاور أي تقمص للطرف الآخر، وهي الميزة التي يصح أن تثبت لأي صحفي أو إعلامي، عند استضافته لشخصية يكثر حولها الجدل، وعليها الكثير من المؤاخذات والانتقادات، فما بالنا وتلك الشخصية ليس عليها مؤاخذات فقط، لكنها صارت رمزا لأبشع جرائم واعتداءات في تاريخ مصر المعاصر، إن لم يكن تاريخها بأكمله. وبعد تفنيد للحوار، والذي استمر علي مدي ثلاثة أعداد، نلحظ ما يلي: 

المكان والتوقيت:
وقع اختيار السيسي في أول حوار صحفي له علي واجهة مدنية كما يحب أن يختفي خلفها دائما، فبدلا من أن يتم نشر الحوار في جريدة قومية، تم نشره في مؤسسة خاصة، في حين أن الصحيفة أو رئيس تحريرها كلاهما لا يخفي رفضه للإخوان، أو قبوله بالحكم العسكري، ففي تصريحات سابقة لـ"ياسر رزق"-رئيس التحرير – الذي أجري الحوار قال: إنه يحب لقب "المحرر العسكري"، أكثر من لقبه كرئيس للتحرير، وتابع في برنامج "جر شكل" في شهر يوليو الماضي: "أنا والإخوان دونت ميكس"، وتابع مفصحا عن توجهه الحقيقي: "رئيس مصر القادم سيكون ذا خلفية عسكرية، والفريق السيسي رجل شجاع وخير من يمثل العسكرية المصرية".

ومن ناحية أخري وبسؤال التوقيت، فبعد قراءة دقيقة للحوار، لا يستعصي علي المحلل التوصل إلي أن –السيسي- رأي أنه قد آن أوان تجميل وجهه-بعد المؤشرات التي تؤكد فشل الانقلاب حتي الآن خاصة مع تتابع الزخم الشعبي الرافض له - وذلك بعرض تتبع تاريخي للفترة السابقة، وبالطبع  فهو عرض من جانب واحد، وبعين رؤية واحدة، وهو ما أمنه بالطبع-السيسي- في اختياره لمكان الحوار، وشخصية الصحفي الذي يجريه.

ودليل ذلك عدم تقمص المُحاور للوجه الآخر ولو لمرة واحدة، بل بدا الحوار-خاصة في الجزء الأول والثاني- وكأنه سرد تتخلله أسئلة للاستدارك والمتابعة، لا للاستفهام، أو البحث عن إجابات. ومن أمثلة الأسئلة التي جاءت:" * فى يوم 12 إبريل الماضى، كان آخر اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة يحضره الدكتور مرسى، وكان هناك غليان ناتج عن شائعات تتردد تستهدف وزير الدفاع وأنه سوف تتم إقالته، بجانب قضايا حيوية تتعلق بالأمن القومى، كمشروع قناة السويس وقضية حلايب؟". ، "أعرف أنك قلت للرئيس السابق ذات مرة: «لقد فشلتم..ومشروعكم انتهى»، متى حدث ذلك؟ وكيف؟"، و "نأتى إلى لقاء «دهشور» الشهير يوم 11 مايو مع رجال الفكر والثقافة والإعلام.. كثيرون صُدموا لتصريحك الذى قلت فيه إن نزول الجيش سيعيد البلاد 30 أو 40 عاماً إلى الوراء.. واعتبروه تخلياً من الجيش عن الشعب.. وفى نهاية اللقاء قلت «متستعجلوش».. ما الرسالة التى كنت تقصد توجيهها فى هذا اليوم؟".

وهكذا في كثير من الأسئلة التي تتابع طلبا للسرد والحكي.

إبراز السيسي في هيئة "القائد" الفذ  يقول ياسر رزق في مقدمته: (إلى صالون المكتب، "دخل الفريق أول السيسى مُرحّباً، ومجاملاً كعادته، وهو يستفسر عن الصحة والأحوال والأسرة. جلسنا وبدأ الحوار. شىء ما فى هذا الرجل يجذبك وأنت تشاهده وتستمع إليه. ليس مجرد هدوئه، واتزانه، وثقته البادية على ملامحه، وفى نبرات صوته، وإشارات يديه. ليس فقط أفكاره المرتبة، وعباراته الواضحة، التى يعيدها أحياناً ليضمن أنها لم تشرد عن آذان مستمعيه، ولا حسمه القاطع الذى يغلّفه بابتسامة لا تفارقه، أو انضباطه الغريزى الذى يبدو فى هيئته وحركته وجلسته. أكثر ما يجذب فى شخصية هذا الرجل «القائد»، هو إيمانه العميق الصريح بالجماهير، وتقديسه للشعب الذى يتحدث عنه بتوقير ولا يذكره إلا مقروناً بوصف «العظيم»).

وفي الجزء الثاني من الحوار أعاد-رزق- وأكد:" متعة أن تجلس مع الفريق أول السيسى، وأن تستمع إليه يتحدث ويكشف ويشرح ويحلل. ومتعة أكبر أن ترنو إلى تعبيرات وجهه، وهو يتكلم عن مصر وناسها". ومن دلالات الرغبة أيضا في صناعة شخصية القائد في ذهن المتلقي، الحديث في الحوار عن "والدة" السيسي المصرية الأصيلة التي تدعو له، وعن أحفاده وأولاده.

وفي الجزء الثالث عن شخصيته وتعليمه وقراءاته، ومثله الأعلي، ثم إيجاد ربط بينه وبين جمال عبد الناصر. والحقيقة أن كل ذلك لم يفلح أن يبعد بالسيسي عن مظاهر الضعف الواضحة والتي أدت به في الحوار إلي القسم والتطرق إلي الآخرة والموقف منها، فقال:" وأقسم بالله العظيم، أننى لم أفعل شيئاً ضد هذا البلد أو أعبث به لأننى أعلم جيداً أنا عملت إيه زى ما أنا شايفك أمامى الآن".

الحديث باسم "الإرادة الشعبية" في تجاوز شديد لكل ما يحدث في الشارع الآن انطلق الحوار من افتراض أن "السيسي" وأعوانه هم الذين يعلمون أو لديهم "ترمومتر" الإرادة الشعبية، أو الحرب الأهلية، حيث انطلقت الأسئلة، ومن ثم أكدتها إجابات –السيسي- علي أنه –وأجهزته- كانوا علي علم بحدوث انتفاضة أهلية قبل ثورة 25 يناير، توقعوها وتنبئوا بها.

وهو الأمر الذي لم يأتِ الحوار علي أي دليل عليه، ولا أشار إليه –السيسي- في إجابته سوي بالقول أن :"القوات المسلحة مؤسسة علمية، ... كل التقديرات كانت تشير إلى أن هناك حدثاً جللاً، المصريون مقبلون عليه.."، وبغض النظر عن الرغبة الواضحة في إثبات القدرة علي توقع الأمور، والإشعار بالإحساس بنبض الشارع وتوجهاته، رغم أن الشارع المصري، بل والعربي كله لم يكن علي دراية بما سيقبل عليه، بل جاءت الثورات كانفجار لمخزون لم يتوقع أحد انفجاره علي هذا الشكل الذي جاء به، لكن "السيسي" أكد أنه كان –وأجهزته- علي دراية بهذه "الإنتفاضة"

 وبالربط بين الآلية التي تحرك بها "السيسي" لحماية البلاد مما هي مقبلة عليه –طبقا للتصور الذي أبداه للتبرير ما حدث من انقلاب، فيكون السؤال أين ردة الفعل تلك قبل ثورة يناير، طالما أن هذا التوجس نفسه كان موجودا، ولماذا لم يبادر-السيسي- وأعوانه لاتخاذ خطوة انتصارا لإرادة الجماهير نفسها التي يدافع عنها ويحتج بها الآن.

تبدو فكرة الإرادة الشعبية مسلمة إنطلاق، لم تجد المُحاور التي يردها، فما هي الإرادة الشعبية التي تنزل في تظاهرات مصحوبة بالتأمين والهدايا، في مقابل تظاهرات أخري يصاحبها قتل واعتقال وتنكيل.

ويقع في القلب من هذا الحديث المستفيض عن الجيش، وعن ترتيبه وتسليحه والجنود وتدريباتهم، وهو ما ظهر معه محاولة التأكيد علي أن "السيسي" مسيطرا علي جيش مصر، وعارفا وملما بكل ما فيه، بل والأهم أنه إلصاق لنفسه بين القادة الذين صنعوا انتصار أكتوبر، وخلصوا مصر من مرارة الهزيمة، كذلك وضح من حديث الجيش المستفيض هذا أنه محاولة واضحة لدفع مقولات التصدع في الجيش والتفرقة التي باتت واضحة في أذهان المصريين بين قادة الانقلاب فيه، وبين بقية ضباطه وجنوده الوطنيين المخلصين. 

غياب متعمد عن الحوار:
لم تحمل الأسئلة أية تلميحات عن التظاهرات الرافضة التي تخرج كل يوم، عن الاعتقالات أو الحريات أوتكميم الأفواه، عن القنوات التي تم إغلاقها، بدا الأمر وكأنه منطلق من حديث تأريخي انتهي-من جهة- وهناك فقط مناسبة سمحت باستدعائه وتعديد وتتبع الذكريات حوله، لذا جاءت الأسئلة في متوالية تاريخية تصف وترصد ما حدث، وهو ما بدا وكأنه حملة من التبريرات أراد "السيسي" أن يكيلها ويدفع بها عبر أسلوب صحفي في شكل أسئلة، وذلك خاصة في الجزء الأول والثاني.

أما في الجزء الثالث فقد كانت هناك مساحة للحديث عن خارطة المستقبل الانقلابية، والدستور وما غير ذلك من أمور، وذلك في تصور يوحي أن الأمور قد استقرت وأن الوضع مناسبا للأحاديث السياسية والإجراءات الانتقالية ليس أكثر، وهو ما يريد الحوار أن يكرسه في الوجدان من استقرار الأمر للانقلاب، بتتبع التاريخ ووضع نقطة في نهايته، ثم الانطلاق لما بعده، دون المرور لهذا الواقع والحاضر الذي يؤكد أن الأمر غير مستقر لهم، وأن الإرادة الشعبية الحقة مازالت تنتفض لرفض ما حدث.

كذلك لم يتابع الحوار تحليل للقوي المساهمة في الانقلاب والتي وقفت إلي جواره ثم تركته ورحلت، ومنها علي سيبل المثال-البرادعي- ولماذا رحل، كذلك موقف شيخ الأزهر المتذبذب بين تدخل سياسي ثم انعزال ثم إعادة حضور، ثم خلافات شديدة ظاهرة بين شيخ الأزهر وبين بقية المؤسسة الأزهرية وكل من يعبر عنها.

كذلك جبهة الإنقاذ وما حدث بها  من تصدع.

كذلك القوي الخارجية وعدم الاعتراف بالانقلاب في مصر حتي الآن علي أنه ممثلا نظاميا معبرا عن إرادة حقيقية، بل لم يأتِ ذكر الخارج إلا عابرا لتحية الدول العربية الخمس المساندة للانقلاب، وتبرئة الانقلاب من التعاون الأمريكي ودفع ذلك عنه، بكلمات فضفاضة حيث كان السؤال: "بصراحة، هل أبلغت الإدارة الأمريكية بالبيان قبل إذاعته؟"، فجاءت الإجابة :"كلامى واضح، قلت: لم نخطر أحداً، ولم نتعاون مع أحد ولم ننسق مع أحد، ولم نستأذن أحداً".

وهذا هو كل الذكر للقوي الخارجية، بلا تحليل مثلا لمواقف الدول الأوربية، أو حتي الأفريقية.

وفي الجزء الثالث كان هناك سؤالا مباشرا حول موقف الولايات المتحدة ولكن عن طريق الحديث عن المعونات، وتجميد جزء منها هذا العام، وجاءت الإجابة لتجميل وجه عدم الاعتراف الأمريكي بما حدث في مصر، وللزعم أن الوقت سيثبت لهم أن ما حدث كان بالإرادة الشعبية، فقال السيسي:" لكن نحن نريد أن نكون واضحين ونقول إنهم حريصون على استمرار هذه المساعدات وألا تنقطع، وهم يحاولون اتخاذ إجراءات تتسق مع روح القانون والتعامل مع أن ما حدث فى مصر تم من خلال إرادة شعبية فليس لديهم توصيف يقول تغيير الحكم بإرادة شعبية أو بانقلاب، هم لديهم تغيير الحكم بالنظم القانونية المتبعة، وهذه هى الإشكالية الحقيقية التى تواجه صانع القرار فى التعامل معنا فى شأن موضوع المساعدات. لكن من الواضح أنه كلما تقدم الوقت، يجدون أن ما حدث فى مصر كان إرادة شعبية، وأن المؤسسة العسكرية لم تقفز على السلطة وتستولى عليها، بدليل أن هناك مؤسسة رئاسة كاملة ومجلس وزراء كاملاً، والمؤسسة العسكرية عبارة عن عضو فى الحكومة بصلاحيات عضو لا تزيد على ذلك".

وكأن –السيسي- بذلك يريد التأكيد علي سبب صناعة الانقلاب لواجهة مدنية، ومؤسسات حكم شكلية لتبرير وجه الانقلاب أمام العالم.

وعلي جانب آخر، فإذا كان- السيسي- قد انطلق من حواره بكيل الاتهامات لما أسماه بـ"الإرهاب"، والاعتصامات، وأنها السبب فيما حدث وأدي إلي الدماء التي سالت، فأين الأدلة علي ذلك بخلاف كلام-السيسي-نفسه، فلا حضور في الحوار لما يقوله الطرف الآخر علي الإطلاق، ولا حتي من باب التفنيد لأدلته ونقدها، كذلك لا أسئلة عما يسمي بلجان التحقيق أو تقصي الحقائق، التي من المفترض تأسيسها لهذا الغرض.

وهو ما ظهر جليا في الجزء الثالث من الحوار حين الحديث عن قضية سيناء، فقد غابت تماما من الأسئلة أو الإجابات الحديث عن الضحايا الذين يسقطون يوميا هناك، والبيوت التي هُدمت وقدر التشريد والانتهاكات التي تحدث، بل تم تناول قضية سيناء وكأنها أرض للعدو يجري تطهيرها لإمكان السيطرة عليها.

وفي ظل هذا الغياب المتعمد فقد حيكت الاتهامات ضد قوي غير متواجدة للرد عما يقال عنها، ومن ذلك ذكر حديث دار مع المهندس خيرت الشاطر قبل الانقلاب وبالتحديد يوم 25 يونيو، صوره فيه –السيسي- وكأنه يهدد ويتوعد، فقال:" وبلا مبالغة استمر خيرت الشاطر يتحدث لمدة 45 دقيقة، ويتوعد بأعمال إرهابية وأعمال عنف وقتل من جانب جماعات إسلامية لا يستطيع هو ولا جماعة الإخوان السيطرة عليها، موجودة فى سيناء وفى الوادى، وبعضها لا يعرفه، جاءت من دول عربية، ثم أخذ الشاطر يشير بأصبعه وكأنه يطلق «زناد بندقية»".

في حين أنه لا يوجد من شهود علي هذا الحديث ليرد غيبة الرجل الآن، لأن-السيسي- لم يذكر أن أحدا قد حضر هذا الحديث سوي الشاطر والكتاتني، في حين أن كلاهما الآن مغيبا بالاعتقال.

ضمّ الحوار أيضا التأكيد علي تهديدات كانت قائمة لما أسماه-السيسي- "الأمن القومي المصري"، وذلك فيما يخص مشروع "محور قناة السويس"، و قضية "حلايب"، حيث نشرت صفحة موقع حزب الحرية والعدالة-علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك- في هذا الوقت خريطة لمصر بلا منطقة حلايب، وهو ما أثار العديد من الانتقادات، ولكن السيسي في حديثه قال أن تلك الخريطة تم نشرها علي موقع الحزب، في حين أنه من المعروف أن ثمة فارقا كبيرا بين صفحة علي موقع تواصل اجتماعي، وبين موقع رسمي لحزب، ومع ذلك فقد اعتذر حينها الحزب، وأعاد التصحيح، ونشر الخريطة كاملة، وهو ما لم يتطرق إليه السيسي أو من يحاوره، أي أنه أراد أن يكيل الاتهامات بلا ذكر للجانب الآخر علي الإطلاق، وهم ما حدث أيضا في الحديث عن مشروع قومي، مثل محور قناة السويس، وإشارته إلي أنه تهديد"للأمن القومي المصري"، فحتي وإن كان هناك خلافا علي مشروعا قوميا تنمويا مثل هذا من أية جهة، فكيف يرقي إلي أن يكون تهديدا للأمن القومي، وهذا بالطبع ما لم يجب عليه الحوار. 

بعض من مظاهر التناقض: إذا كان المفترض أن الكثيرين ممن وقفوا ضد الرئيس الدكتور مرسي، قد انطلقوا من رغبتهم الأكيدة في إصلاحات سريعة، خاصة بعد أزمات الكهرباء والبنزين التي ثبت بعد ذلك أنها مفتعلة، فالسيسي نفسه في الحوار وفي إطار حديثه عما رغبه من الرئيس الدكتور مرسي، أشار إلي أنه قال له:" لا تعادِ مؤسسات الدولة، لا يمكن أن تعيد هيكلة المؤسسات مرة واحدة. إذا كانت هناك ضرورة فالإصلاح لابد أن يأخذ مداه الزمنى".

وفي هذا دلالة علي أن التذرع بعدم وجود إصلاحات سريعة وعاجلة لفساد دام أكثر من ثلاثين عاما، كلها كانت فقط أقنعة تجميلية لوجه انقلاب دموي عسكري.

وفي سياق آخر أكد-السيسي- أنه لا يقدح في الإخوان ولا يشكك فيهم، وقال ما نصه:" والسؤال: هل هناك أحد يستطيع أن يجادل أن هؤلاء الإسلاميين حريصون على الإسلام؟! لاشك فى ذلك، لكن المشكلة أنهم لا يستطيعون التفرقة بين ممارسات الفرد فيهم كإنسان وفرد فى الجماعة..". وقال:" والإشكالية فى هذا الأمر ــ ودون الإساءة إلى أى أحد ــ نابعة من البناء الفكرى والعقائدى لهذه المجموعة.

وبالمناسبة هذا لا يقدح فيهم، لكنه يؤثر على جهودهم فى إدارة أى دولة"..ودون التطرق لما هي أشكال ومظاهر هذا الاهتمام من قبل الرئيس الدكتور محمد مرسي بمصالح أو توجهات الجماعة علي حساب مصالح البلاد، إلا أن الحديث بدا واضحا –أنه وعلي الرغم من الزعم بهذا الضعف الإداري- إلا أنه لا يحمل -إذن- أية اتهامات موجهة لشخص الرئيس، وأن ما حدث بعد ذلك من توجيه اتهامات- هناك ومن كلام-السيسي- نفسه ما يعني أنها مُلفقة، وأنها لم تكن أبدا سببا في العصف به أو اختطافه واعتقاله حتي الآن.

عاد السيسي بعد ذلك وتحدث عن التدمير والقتل والتخريب الذي جعل "الجماعة" سببا فيه، فقال:" فقد جعلوا الناس ترى أن الإسلام عبارة عن تخريب وتدمير، وأريد أن أقول لك إن صورة الإسلام حالياً فى العالم أساء إليها مَنْ يطلقون على أنفسهم «إسلاميين»، من خلال ممارساتهم، فبدا أن هؤلاء الحريصين على الدين أساءوا إلى الإسلام بصورة غير مسبوقة، وأصبح الإسلام مرادفاً للقتل والدم والتدمير والتخريب.."،  دون دليل واحد حقيقي علي ذلك، فقد بدا الأمر وكأنه مسلمات يتم الانطلاق منها، لما بعدها، وليس مناقشتها وتفنيدها، فكان الايحاء بأن ذلك أمرا محسوما، ولا سببا لمناقشته. خاصة أن-السيسي- نفسه حين تطرق إلي أعداد الضحايا أكد أن القضية لم يتم حسمها وأنه من :"الأفضل الانتظار لنتائج تقصى الحقائق والتحقيق فى تلك الأحداث، لتبرز الحقائق أمام الجميع". ومع ذلك فاتهام –السيسي- للاعتصامات ومن فيها، كل ذلك مما هو مسموح به، ولا ينتظر فيه نتائج تقصي أو غيرها.
هذا المحتوي من: التغيير


ميديا واخبار العرب
زوروا موقعنا الجديد لكل الفيديوهات - رياضية سياسية دينية وثائقة

رجــاء اترك تعليقا عن رايك فيما قرأت او شاهدت Facebook Comments تعليقات الفيس بوك




0 comments

ضع تعليق

رجاء اترك تعليقك على ما قرأت

Copyright 2011 موقع الاخبار اخر خبر والاخبار العاجلة Designed by