بالفيديو والصور.. الريان في حوار سابق مع "بوابة الأهرام": لو الدولة كانت سابتنا في حالنا كان ممكن نبقى زى النمور الآسيوية

"لو الدولة كانت سبتنا في حالنا ربما كان تغير وضع مصر، بل كان من الممكن أن نصبح مثل دول النمور الآسيوية، وكان هيكون فيه فرص عمل، وظروف معيشية أفضل، بل إن مديونية الدولة بالتاكيد أنها لم تكن لتصل إلى تريليون جنيه".. تلك العبارة للحاج أحمد الريان في حوار سابق أجرته معه "بوابة الأهرام"، وهو ما يطرح عدة تساؤلات.. يأتى في مقدمتها هل كان الريان، الذي توفي أمس الخميس، قادرًا على أن ينقذ مديونية الدولة الحالية من أزماتها المتعددة؟.

وفي هذا الحوار.. يمكنك التعرف على رحلة الرجل منذ صعوده إلى هبوطه، وعلاقته بنظام مبارك، والجماعات الإسلامية، وأمن الدولة، وكيف كان يقضي أيامه طوال فترة الحبس الانفرادى؟ كما يكشف عن الكثير من فساد النظام السابق، وكيف تآمر رئيس الدولة ونجله على الوقوف أمامه.. وكيف كانت تخطط أجهزة أمن الدولة لزرع الفتنة الطائفية عن طريقه، كما يعلن عن أسماء بعض المسئولين الذين استثمروا أموالهم معه.. وغيرها الكثير والكثير، وإليكم نص الحوار الذى أجرته معه "بوابة الأهرام" في رمضان 2011، وهى الفترة التى كان يُعرض له فيها مسلسل يروي سيرته الذاتية.

بين الصعود والهبوط خيط رفيع.. هكذا كانت رحلة أحمد توفيق الريان صاحب واحدة من الإمبراطوريات الاقتصادية في تاريخ مصر، والذى دار معه هذا الحوار، الذى تمنى فيه قبل وفاته، أن يرد النائب العام جزءًا من أمواله، كما أبدى بعض الملاحظات على المسلسل الذى تناول قصته.

- كثير من الأجيال الجديدة لم يعرفوا شيئًا عن أحمد الريان الشخصية الاقتصادية الأكثر جدلاً في حقبة الثمانينيات.. فماذا تقول لهم؟
أشكرك على هذا السؤال؛ لأن بالفعل الناس ميعرفوش عن تاريخ الريان وشركاته شيئًا، أنا أحمد الريان بدأت رحلتى مع العمل من خلال شركتى في يناير 1983، كان الهدف منها إقامة كيان قانونى نخدم من خلاله المواطنين، وبالفعل أسسنا شركات كثيرة، اتسم عملها كله بالتجارة، ومنذ بدأ عمل الشركة كانت الدولة في خصومة كبيرة معانا بسبب أن شركات توظيف الأموال -وأكبرها شركة "الريان"- قد جمعت ودائع من المواطنين تقدر بـ 5 مليارات و200 مليون جنيه، في الوقت الذى كانت أكبر البنوك الرسمية في مصر لا تتجاوز ودائعها 2 مليار؛ لذلك بدأ المواطنون يسحبون أموالهم من البنوك؛ نظرًا لأنها كانت تعطيهم فوائد متدنية جدًا لاتتجاوز 9% في حين أن شركتنا كانت تحقق أرباحًا للمواطنين 25%، خصوصًا أننا كنا نوقع عقودًا معهم على توظيف أموالهم "بالمكسب والخسارة" من خلال تشغيلها في التجارة، عن طريق شركات الألبان واللحوم والمطبوعات والعقارات، بالإضافة إلى محلات الذهب، التى كنا نمتلكها، وهو أمر بعيدًا عن نظرية الفوائد لدى البنوك، والتى يعتبرها البعض "ربا" بل يحرمونها على أنفسهم.

وهذه الأمور أسهمت في نمو شركات الريان، مما جعل البنوك لديها تحفظ كبير، وبدأوا "يشتكونا"، حتى إن علي نجم محافظ البنك المركزى وقتها شن حملة كبرى ضد الشركة حتى أخذ يقول للمواطنين "فلوسكم مع الريان ضاعت .. يا تلحقوها يامتلحقوهاش"، وبرغم ذلك استطاعنا خلال 20 يومًا من وصول الأزمة لذروتها إعطاء جميع المواطنين أموالهم "حتى ولو بالعملة الصعبة"، كما قمنا بتزويد ساعات العمل وشبابيك الصرف كنوع من طمأنينة المواطنين.

وفي هذا الوقت أيضًا كنا نقوم بعمل مشروعات مع الدولة بما لنا من اتصالات خارجية واسعة مع البنوك والشركات الأجنبية، كان من السهل علينا أن نستورد عددًا كبيرًا من السلع كالذرة والقمح بنصف الثمن للدولة، من خلال شركتنا الموجودة في الخارج، وكانت الدولة تعطينا أموالنا التى قد تصل إلى 60 مليار جنيه بعد فترة طويلة تتعدى العام، وعندما أرادت الدولة أن تأتى بتلك السلع من الخارج من المورد الأجنبي بعيدًا عن شركتنا قالوا لهم "خلوا الريان يضمنكم" وهو أمر أثار حفيظة الدولة ضدنا.

- لماذا رفضت شركات الريان تداول العملة الصعبة مع الحكومة؟
سبب ذلك أن الحكومة كانت تريد سحب "مليار دولار" كعملة صعبة لها في مقابل إعطائنا مليار جنيه مصري، لكنهم أرادوا أن يأخذوا المليار دولار بيع وشراء بالجنيه المصري، وهذا أمر رفضته شركتنا؛ لأن المودع الذى يضع لدينا عملة صعبة، عندما يأتى لسحبها تكون أيضًا بالعملة الصعبة، وإذا حولتها إلى جنيه مصري لم أكن أستطيع ردها للمودع بنفس العملة، بالإضافة إلى أن الجنيه المصري كان في هبوط دائم، وإذا كنت لجأت إلى السوق السوداء وقتها كان سيأخذ الدولار بالجنيه المصري بفارق 40% عن سعر البنك، وإذا ضربنا هذا الفارق في المليار دولار كانت خسارتنا ستصل إلى 500 مليون جنيه، وهو ما يعرض أموال المودعين للضياع.

-هل كان هذا الرفض سببًا في تحفظ الدولة والرئيس السابق من الشراكة التى حدثت بينك وبين رجل الأعمال أشرف السعد، والتى أطلق عليها "اندماج العمالقة"؟
لا أعلم، ولكن اندماجى مع أشرف السعد كان هيوفر مصروفات كانت ستعود على مشروعات كثيرة، مما سيؤدى إلى أرباح ضخمة للشركتين، والحقيقة أن أمن الدولة طلب منا فض هذه الشراكة حتى إنهم هددونا بالسجن، وعندما قرأ الرئيس حينها في الصحف عبارة "اندماج العمالقة" تهكم علينا "وشتمنا بأقبح الألفاظ وقال اسجنوا العيال دى" وذلك بشهادة الصحفي (أحمد جرانة)، والذى كان مع الرئيس في أثناء قراءته للخبر.

بعدها بدأت شركتنا تتوسع يومًا بعد الآخر في كل السلع، والتى احتكرها بعض اللصوص في الدولة كالسلع التموينية والذهب، لكن الحكومة لم تتركنا فأصدرت القانون رقم 146 لعام 1988 في عهد حكومة عاطف صدقي والذى زود نسبة البطالة، ودمر الاقتصاد المصري، حيث منع شركات توظيف الأموال من مزاولة أعمال البنوك كتلقي الودائع من المواطنين وتسهيل الأعمال الائتمانية، وبعدها تم حبسى وتصفية شركات الريان.

-لكن ما هى التهمة المباشرة التى دخلت بها السجن؟
كان لدى أسهم في قبرص بـ 350 ألف دولار، وكان النزاع وقتها بين جهتين يتنازعان على إدارة بنك فيصل الإسلامى، وأسهم شركتنا كانت تشكل 17% من القيمة الإجمالية للبنك، وبالتأكيد أن الجهة التى ستأخد أسهمنا سيكون لها الغلبة في إدارة البنك، ولأن رجل الأعمال ربيح قبانى قد استولى عليها بالتزويير، ورجع منها عشرات الدولارات، في البداية تأخرت الأسهم في الوصول إلى مصر لفترة امتدت أكثر من 90 يومًا مخالفة للقانون؛ لذلك أعطانى القاضي 15 سنة سجنًا.

-هل تم اعتقال أحد من أفراد عائلتك؟
نعم اعتقلوا والدى وشقيقي محمد، بالإضافة إلى زوجة شقيقي فتحى، ومعها إحدى زوجاتى لمدة 45 يومًا كنوع من الضغط؛ بمعنى "أنهم أخذوا زوجتى ..ليصبح أولادى بدون أب وأم".

-هل صحيح ماتردد عن تخلي صديقك أشرف السعد عنك بعد دخولك السجن؟
إطلاقًا، وأشرف كان يتولى مهمة إظهار حقيقة براءتى وهو في لندن، وكان على اتصال بأهلى، ولم يتآخر في مساعدتنا ببعض الأموال حسب ظروفه.

-كيف تم استرجاع أموال المودعين خلال وجودك في السجن؟
تحفظ الدولة علي الممتلكات معناه أن يضع النائب العام يديه على الأملاك، لكن لايحق له التصرف فيها، ولذلك قمت بعمل توكيل له، ومن خلاله أخذ المواطنون ودائعهم بالإضافة إلى معرض الرد العينى، والذى يتيح أن يأخذ المودع أمواله عن طريق البضائع المعروضة.

-هل كان للرئيس أنور السادات أي ممارسات أو ضغوط عليك...وخلال عهده كان من السهل إدخال العملة الصعبة في مصر؟
شركتنا اشتغلت من يناير 1983، بعد وفاة السادات، ولكن عملنا بالتجارة بدأ فى عهده والحقيقة إحنا والبلد كلها كنا في حالة انتعاش ومرونة اقتصادية. أما بالنسبة للعملة فأى حد كان بييجي من الخارج كان بيسهل دخول العملة من المطار، وأثناء زيارتنا للسعودية سحبنا 100 ألف ريال، وتم ختمها على الباسبور.

-لماذا تم اتهامك باغتيال السادات؟
عندما علمت بخبر وفاة السادات، كنت أؤدى فريضة الحج، وأثناء عودتى تم احتجازى في المطار، وبعدها قام رجال أمن الدولة بحبسي أنا وأشقائي بتهمة قتله؛ بسبب أننى كنت عضوًا بالجماعة الإسلامية في أثناء دراستى في الجامعة، بعدها أفرجوا عن أشقائي، وظللت أنا في الحبس لفترة ثم أفرج عنى.

-ما هو الصراع الذى دخل فيه معك جمال مبارك من أجل شراء "بنك أوف أمريكا"؟
في بداية حكم مبارك تقدمنا لشراء البنك، والذى تطلب موافقة من البنك المركزى الأمريكى ونظيره المصري، ونظرًا لتمتعنا بسمعة طيبة في الخارج وافقوا على طلبنا في شراء البنك، بعكس ماحدث في القاهرة من تعنت الحكومة معانا؛ ونظرًا لأن جمال مبارك كان أحد المديرين العاملين في فرع البنك بلندن وقف عائقًا في هذا المشروع، بعد ذلك توالت سلسلة ممارسات الدولة ضدنا لدرجة أننا كل لما كنا نأخذ الموافقات المطلوبة على ترخيص مشروع معين كانوا يمنعوننا من تنفيذه، مثل توريد الأتوبيسات من ألمانيا، فبعد أن وقعنا عقوده رفض مبارك وقال"أنا مش هدى المشروع للريان..أديله 2000 أتوبيس، ولما مزاجه يتعكر يوقفلى حال البلد" برغم أن هذا المشورع كان سيوفر فرص عمل لـ 8000 مواطن.

- ترددت شائعات أن وزير الداخلية السابق حبيب العادلى طلب منك 10 ملايين جنيه مقابل الإفراج عنك بعد حبسك 7 سنوات احتياطى..هل سمعت عن الإفراج عن أحد المسجونين داخل السجن بهذه الطريقه أم أنك كنت استثناء له؟

للأسف قانون الطوارئ أعطى الحق للداخلية أنها تعتقل المسجونين، لحين الإفراج عنه بشروطها، فهناك يقضون نصف المدة، وآخرون يظلون المدة الكاملة مثلي، وسياسة الداخلية كانت قائمة على القبض على 6 آلاف مواطن من "أصحاب الأحوال الميسورة كل فترة"، ثم ترسل مجموعة من مساعدى الوزير لمفاوضتهم، مثل أنهم يقولون لهم "هجبلك محامى كويس وإفراج وزارى" وكانوا يحصلون مثلًا كل شهرين على 400 أو 500 ألف وطبعًا كانوا بيدخلوا في جيب الوزير ومساعدين الست، وفي مرة جاءنى ناس منهم وطلبوا منى 10 ملايين جنيه علشان يفرجوا عنى وطبعًا أنا مكنش عندى فلوس حتى التجار إللى كانوا واقفين معايا مكنش عندهم ثقة في الطريقة دى إللى هيخرجونى بها.

-كيف كانت رحلة معاناة الريان داخل السجن على مدى 22 عامًا؟
والله أنا لفيت على سجون كثيرة، منها سجن القاهرة ومزرعة طره، وليمان طره، وأسيوط العمومى، وأيضًا سجن قنا العمومى، وأخيرًا ليمان طره، برغم أن الذى يدخله هو المحكوم عليه بالأشغال الشاقة، وبرغم أن قانون مصلحة السجون كان ينص على عدم نقل السجين من سجن إلى آخر في أقل من 15 يومًا فإنهم كانوا يرحلوننى من قنا إلى جلسة القضية في القاهرة أسبوعيًا، وفي أثناء سفري في الشتاء لمدة 10 ساعات إلى قنا "العربية كان بيكون فيها 8 شبابيك ومن غير مقاعد، وإيديى كانت بتكون مربوطة في حديد الشباك أو في يد العسكرى، كل هذا فضلًا عن "أننى في أحيان كثيرة، عندما كنت أطلب الدخول إلى الحمام في دورات المياه العامة على الطريق كانوا يرفضون"، ووصل قسوة الأمر بهم إلى أنهم كانوا بيرحلونى من سجن إلى سجن بالملابس الداخلية وحافيًا، وإذا اعترضت لم يكن أمامى سوى الضرب، وخلال حبسي الانفرادى في الزنزانة كانوا بيحبسونى 23 ساعة ونصف، ثم يخرجونى لمدة نصف ساعة فقط في اليوم، حتى إن نبيل صيام، مدير السجن وقتها كان يرفض أن أحصل على وجبة من مالى الخاص من "كانتين" السجن، حيث إن أكل الفول والعدس كان مضرًا بالنسبة لى بصفتى مريض ضغط، ووصل الأمر إلى أن الطبيب في سجن قنا طلب حجزى فى المستشفي إلا أنه منع أيضًا، وصمم على عودتى للزنزانة... يصمت ويضحك "أنا فاكر إن مرة كنت رايح الحمام ولقيت كارتونة فرحت قوى وخدتها معايا في الزنزانة علشان أنام عليها؛ لأن مكنش عندى حتى غطا".

-حبس انفرادى لمدة 22 عامًا وسجن على مدار اليوم.. كيف كنت تقضي أوقاتك داخل هذه الغرفة المظلمة؟
والله ربنا كان كارمنى بأنى كنت حافظ آيات كثيرة من القرآن الكريم، فكنت أظل أرتلها طوال الوقت بالإضافة إلى بعض الأشعار والأغانى التى تعبر عن حالة الحزن التى كنت أعيشها.

-من الذى كان يسأل عنك ووقف بجانبك في أثناء وجودك في السجن؟
أهلى والمحامين كانوا يسألون علي دائمًا، ولن أنسي أصدقائى المخلصين الذين وقفوا بجانب أسرتى وساعدوهم ماديًا، ومنهم الخواجة عادل الجندى، وسمير الصفتى، ومحمد رضوان.

-على اعتبار أنك قضيت فترة من عقوبتك داخل سجن المزرعة.. صف لنا هذا المكان الذى يسكنه حاليًا رجال النظام السابق؟

"السجن هو سجن" ولكن سجن المزرعة بالنسبة لغيره أرقاهم "حتى أنه يعرف بسجن الـ 5 نجوم"؛ لأنه يحتوى على غرف بها مراوح وأسرة وحمامات وماء ساخن وتلفزيون وفيديو كما تكون الأرض مفروشة، وفي بداية حبسي الاحتياطى قضيت فيه 10 شهور "وتدور الأيام أن نفس الزنزانةإللى كنت محبوسا فيها جلس بها حبيب العادلى قبل ترحيله إلى ليمان طره".

-من هم الذين اعتقلوا من أسرة الريان؟
والدى وشقيقى محمد وفتحى وزوجته شكرية، وليست "بدرية"، كما في المسلسل، بالإضافة إلى إحدى زوجاتى بحجة أننا عندنا خطين تليفون في البيت إحداهما مسروق.

-كيف كانت تعيش أسرة الريان في أثناء وجودك في السجن ؟
مبدئيًا هما تحفظوا على كل شىء حتى لو كانت بنتى "لابسه حلق أخدوه منها"، وعملت تظلم في المحكمة، قولت إننا لدينا 9 أطفال ونريد أموالاً لدفع نفقة المدارس، بالإضافة إلى علاج والدى ومصروفات الأكل والشرب، كما أنه من المفترض أن تصرف نفقة لهؤلاء الأطفال من الأموال التى تحفظوا عليها، لكن لم نأخذ شيئًا، وبالنسبة لزوجاتى فعانوا من مضايقات كثيرة في سبيل زيارتهم ليا حتى إنهم كانوا بيسافروا لى من محافظة إلى أخرى، ثم يمنعونهم من مقابلتى بحجة أن الزيارة خلصت، كل هذا ترتب عليه اضطراب الصحة الجسمانية والعقلية لعائلة الريان.

-من هم المسئولون في النظام السابق الذين كانوا يعملون معك أو يشغلون أموالهم لديك؟
إحنا كنا بنرحب بعمل المسئولين معانا إللى بيخرجوا على المعاش للاستفادة بخبراتهم أما بالنسبة لمن كانوا يشغلون أموالهم في شركاتنا فهمنهم الدكتور فتحى سرور ومعه أزواج بناته، الدكتور رفعت المحجوب وأقاربه، المشير أبو غزالة، يوسف والى.

-من وجهة نظرك من هو أفضل رئيس جمهورية باعتبارك عايشت ثلاثة عهود؟
بالتأكيد عصر السادات، لأنه كان رجلًا نزيهًا وكان يوجد قنوات شرعية لمحاسبته، وأتذكر أنه قام بعمل الأحزاب وأفرج عن المعتقلين وأحدث بنية أساسية، بالإضافة إلى رده لكرامة المصريين في حرب أكتوبر، ولأول مرة رأينا على الهواء من ينتقده دون أن ينزل به أي بلاء، كما أنه لم يستخدم قانون الطوارئ إلا في حالات قصوى.

-داخل رحلتك في السجن ..كنت بتسمع عن فساد النظام، وتعنت رجال الشرطة في التعامل مع الشعب؟
طبعًا، وأتذكر واقعة في أثناء زيارة مبارك لجناح الريان في معرض الكتاب قال لنا: "إحنا عايزنكم تشتغلوا في حاجات تانية مش كله طبع كتب "فقلنا له نحن ننشأ حاليًا مدينة السلام، ولدينا مشاريع أخرى، وفي سياق ذلك قال له والدى "أرجوك ياريس العيال ولادى بيشتغلوا أكثر من 10 ساعات في اليوم، ومع ذلك الإعلام مش سايبهم" فقال له مبارك"هيا بلدنا كده ..بتهاجم الكويس"...ويضحك الريان"، بعدها بشهر خدنا وحبسنا كلنا.

-ما قصة وثيقة أمن الدولة التى عثر عليها مؤخرًا وبها ملف يحتوى على خطة تدميرك؟
بعض الشباب حصلوا على هذه الوثيقة في أثناء حرائق أمن الدولة، وهذا الملف موجود لدى المخرج مؤمن كريم، وبه خطة لتدميرى، منها أن الدولة كانت تحرض تجار الذهب المسيحيين ضدى، من أجل إحداث فتنة بيننا، كذلك في سلعتى الحديد والحبوب، بالإضافة إلى تحريض بعض المواطنين ضدى، وقد حاول أمن الدولة حرق هذا الملف إلا أنه تم إنقاذه.

-أفهم من ذلك أن أمن الدولة كان لديه تخطيط لإحداث فتنة طائفية منذ قديم الأزل؟
طبعًا فهو منهج في وزارة الداخلية، والدليل أن حبيب العادلى متورط في قضية تفجير كنيسة القديسيين "هو اللى ألفها وأخرجها، ثم جاء بالأبرياء ليدفعوا الثمن"، وأتذكر أن زكى بدر وزير الداخلية السابق قال في إحدى تصريحاته الصحفية عام 1988 " إن الريان تسلم 5 ملايين دولار من إيران وحولها بالجنيه المصري، ثم وزعها على الإرهابيين بغرض إحداث فتنة بين المسلمين والأقباط".

-من هم مسئولوا النظام السابق الذين تفكر في إقامة دعاوى قضائية ضدهم ؟

والله الحمد لله ربنا رحمنا من "بهدلة المحاكم" وجابلنا حقنا من العادلى وكل مساعديه وهما عندهم دلوقتى أحكام لاتعد ولاتحصى.

-نترك الأوجاع قليلًا ..لنتحدث عن المسلسل الذى يعرض حاليًا عن حياتك.. في البداية ما تقييمك لأداء خالد صالح؟ وهل حدثت مقابلات بينكما قبل بدء التصوير؟
تقابلت أنا وخالد فقط في المؤتمر الصحفي الخاص بالمسلسل، أما بالنسبة لأدائه فلا خلاف عليه فهو ممثل رائع، وأنا معجب به جدًا، ولكن اعتراضى على السيناريو.

-ماهى اعتراضاتك على السيناريو .. وما قصة أن هناك أكثر من مؤلف جلسوا معك لكتابة القصة؟
الجزء الأخير من السؤال تسأل عنه الشركة المنتجة؛ لأنهم قاموا بتغيير الكتاب أكثر من مرة، وماحدث أننى سجلت معهم مايقرب من 200 ساعة وعندما طلبوا منى التقاء باقي الأسرة وافقنا جميعًا إلا أنهم لم يجلسوا مع أحد برغم أنهم على قيد الحياة، ومنهم محمد شقيقي، ولم يجلسوا أيضًا مع زوجة المرحوم فتحى وأولاده، وكذلك شقيقتى واختلقوا لها دور من نسج خيالهم ليس له علاقة بالواقع، والعقد الموقع بينا يقول إنه سيلتزم بالسيرة الذاتية، كما أحكيها، لكنه لم يفعل ذلك وهرب من الأمر بفكرة "أنه يكتب واقع + خيال" برغم أن العمل تحت اسم الريان وعائلته، ونحن على قيد الحياة بمعنى لاوجود للخيال. كما أن المسلسل لم يتناول بطش النظام وتعنته معى طوال السنوات الماضية، وذلك بسبب أن الموافقة على العمل كانت في عهد النظام البائد وهو أمر مالم يكن يعطيه الفرصة لتوضيح قهر الدولة لى، لكن بعد رحيل النظام استسهل الأمر أيضًا، ولم يغير شيئًا بالأحداث، وكل ماسيفعله المسلسل أنه سينتهى لحظة طلبى إلى التحقيق في النيابة.

-ماذا عن حبك للنساء وإنجاب الأولاد تحديدًا؟
هذا كلام فاضي، حيث إنه يظهرنى في المسلسل لمدة 7 دقائق في الحلقة أعمل والباقي أحب وألهث وراء النساء، كما أننى لدى تسعة أولاد منهم اثنان من البنين أى أننى لا أسعى لإنجاب الأولاد.

-هل خرجت صورة زوجاتك في العمل بشكل واقعى؟
إطلاقًا بل على العكس أساء لهم جميعًا، فلم يحدث أننى تزوجت بفتاة تبيع البيض؛ لأن كل زوجاتى مؤهلات عالية، ولم تكن إحدى زوجاتى مدخنة بالإضافة إلى أن كل من تزوجتهم كانوا محجبين.

-كم زيجة في حياة الريان ...ومن هم مازالوا معك حتى الآن؟
يضحك كثيرًا لا.. دى حاجة هتبان في الجزء الثانى من المسلسل، ولكن أعتقد أن ربنا أراد أنى اتزوج كثيرًا، بسبب أننى سجنت في سن صغيرة ولم أعش حياتى.

-لكن المؤلف حازم الحديدى قال إن نص العقد يقول إنك ليس لديك حق التدخل في السيناريو؟
أتحداه إذا كان هذا الشرط موجود، فكيف أوافق على هذا الأمر، وكنت في أحد البرامج وطلبوا دخوله في مداخلة معى للتحقق من الأمر، إلا أنه لم يرد.

-هل تفكر في مقاضاة أسرة العمل؟
حاليًا نقوم برصد المغالطات الموجودة فيه، والخيارات أمامنا كثيرة، منها رفع دعوى قضائية أو عمل برنامج يوضح سيرتى الذاتية بصورة سليمة.

-أو فيلم مثلًا ..كما يشاع؟
لا موضوع الفيلم ده أنا بسمع عنه، ولكن مفيش حد اتكلم معايا فيه.

-نتنقل إلى محطة جديدة في حياة الريان ... وأسألك عن علاقاتك بالجماعات الإسلامية كيف بدأت ولماذا تم اختيارك، لتكون أحد أعضائها البارزين؟
والله كان عندى واحد صاحبي وجارى متدين قوى، اتعرفنا على بعض في الجامع، بعدها جذبنى إلى حفظ القرآن في مجالسهم وقراءة الأحاديث، في أثناء وجودى في الجامعة عرضوا عليا الجماعات الإسلامية أنى أكون أحد أعضائها ورحبت نظرًا للخير الكبير الذي كانوا يفعلونه داخل وخارج الجامعة، كعلاج المرضي، وتوفير الكتب والملابس للطلاب، وعندما نزلت انتخابات اتحاد الطلاب حصلت على أعلى نسبة أصوات.

-وهل كان أمن الدولة يتدخل في انتخابات اتحاد الطلبة وقتها؟
لا.. ولكن كانوا يراقبون الجماعة من بعيد، والحقيقة أن أنور السادات كان بيكره الشيوعية، وكان يري في الجماعات الإسلامية أفضل وسيلة لإجهاضها والقضاء عليها، لذلك كان أمن الدولة يرصد فقط ولايتدخل.

-ماذا عن اختلافك مع فكر الجماعة؟
اختلفت معهم كثيرًا؛ لأنهم كانوا يريدوننى أن أنفذ فقط أوامر أمير الجماعة دون فهم، وهو أمر لن أقبله، وكان لديهم مواقف غير مفهومة مثل تأييدهم للثورة الإيرانية برغم أنهم شيعة، وهنا لم توضح لنا الجماعة وقتها من هم الشيعة.. وهل فكرهم متفق مع أهل السنة والجماعة.

- هل الجماعة الإسلامية لها فكر متشدد؟
إطلاقًا وأتذكر أن الجماعة الإسلامية لم تقم بتعنيف فتاة لعدم ارتدائها الحجاب، فهم أشخاص بعيدون عن العنف، ولكن مبارك لم ينتظر عليهم، وظل يلقي عليهم التهم ويضعهم في السجون.

-ما الفرق بين الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين؟
الاثنان واحد والفرق إن الجماعة الإسلامية الموجودة بالجامعة من الإخوان المسلمين، أما من هم في الخارج يوجد منهم جماعات مسلحة، ولكن انفصلوا عن الإخوان.

-هل تفضل أن يكون رئيس مصر القادم من الإخوان المسلمين؟
مش مهم يكون من الإخوان، ولكن الأهم أن يكون رجلًا عادلًا، وذا وعى وخبرة بالمرحلة التى نمر بها.

-ومن هم الإخوان المسلمين ..جماعة تتحدث بالدين أم تأخذه ساترًا للعمل بالسياسة؟
هم جماعة تربوية تعليمية دينية يدعون إلى الالتزام، ولكنهم يحبون العمل السياسي، وهذا حق لهم.

-هل لديك أصدقاء حاليين من الجماعة الإسلامية؟
نعم وألجأ لهم في أى مشورة أو أمر احتاج إليه.

-من أين يعيش أحمد الريان حاليًا؟
لدى أعمال تجارية "بيع وشراء" صغيرة جدًا في السلع الغذائية معتمدًا فيها على علاقاتى ببعض الأصدقاء القدامى، ومن المحتمل أن أدخل مع بعض رجل الأعمال في شراكة بعد عيد الفطر بشأن مشروع طبي أو إنتاج مواد غذائية.

-من يساعدك بالأموال في هذه التجارة البسيطة؟
بعض الأصدقاء وببعض رءوس الأموال البسيطة التى يتم تدويرها في السوق ولاتتعدى 200 أو 500 ألف جنيه، وأخرج منها ببعض الأرباح التى تعيننى فقط على المعيشة.

-تعتقد لو لم تتآمر الدولة على انهيار إمبراطورية الريان...كنت ممكن توصل لحد فين ؟
لو الدولة كانت سبتنا في حالنا ربما كان تغير وضع مصر، بل كان من الممكن أن نصبح مثل دول النمور الآسيوية، وكان هيكون فيه فرص عمل وظروف معيشية أفضل بل إن مديونية الدولة بالتأكيد أنها لم تكن لتصل إلى تريليون جنيه.





ميديا واخبار العرب
زوروا موقعنا الجديد لكل الفيديوهات - رياضية سياسية دينية وثائقة

رجــاء اترك تعليقا عن رايك فيما قرأت او شاهدت Facebook Comments تعليقات الفيس بوك




0 comments

ضع تعليق

رجاء اترك تعليقك على ما قرأت

Copyright 2011 موقع الاخبار اخر خبر والاخبار العاجلة Designed by