السعودية تخشى يوم غضب شعبي ... على الطريقة المصرية


وكالات - مخاوف كبيرة تنتاب المسؤولين السعوديين في أعقاب ثورة تونس، والانتفاضة التي تشهدها مصر ومطالبة رئيسها، حسني مبارك، بالتنحي الفوري عن سدَّة الحكم التي يتربَّع عليها منذ قرابة ثلاثين عاما.
والقلق - كما يقول عماد بن يوسف مراسل جريدة العرب اللندنية -  لا يشعر به أفراد الأسرة المالكة في السعودية وحدهم، بل يشاطرهم إيَّاه آخرون كثر في العالم، وخصوصا حلفاءهم في العالم الغربي، الذين يخشون أن تمتد الاضطرابات من تونس ومصر إلى المملكة التي تُعد أكبر مصدِّر للنفط في العالم و"محور السياسات الغربية في منطقة الشرق الأوسط".
وتعكس محاولة أمير منطقة مكة خالد الفيصل غير الاعتيادية للوصول إلى شباب المملكة -حيث دعا الأسبوع الماضي خمسة مواطنين سعوديين لإطلاعهم على الجهود التي بذلتها حكومة المملكة للتعامل مع الكارثة التي تعرضت لها الواجهة التجارية للبلاد، و"قضى فيها عدد من الأشخاص"- قلقا سعوديا يتزامن مع هبوب موجة غير مسبوقة من غضب الشباب على المؤسسات الحاكمة في العديد من بلدان المنطقة العربيةواللافت أن من بين المدعوين الخمسة كان المدوِّن الشاب فؤاد الفرحان الذي أمضى عامين في السجن ومُنع من السفر خارج البلاد بسبب تناوله في مدونته لقضايا الفساد والبطالة والإصلاح في بلاده.
ووصلت مطالب الإصلاح المنطلقة من الثورتين التونسية والمصرية إلى السعودية، بعدما تصاعدت دعوات داخل المملكة ملحة على حاجة البلاد إلى إصلاحات "عميقة وواسعة" في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالتزامن مع إطلاق ناشطين سعوديين حملة شعبية على الإنترنت تحت شعار "الشعب يريد إصلاح النظام" للمطالبة بإجراء إصلاحات جذرية في بلدهم.
كما وجهت انتقادات واسعة إلى مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، إثر شنّه هجوماً على مثيري التظاهرات والمسيرات في بعض البلدان العربية.
ويقول محللون إن الحكومة ربما ليست قادرة على تجاهل سخط ونقمة الشباب على الفساد والبطالة المتفشيين في البلاد، وهما من أبرز الأسباب التي أدت إلى اندلاع الأحداث الأخيرة في كل من تونس ومصر.
لكن محللين غربيين وسعوديين آخرين قولهم إنهم لا يرون أن المملكة تواجه خطرا داهما في الوقت الراهن، إذ لا يُخشى من اندلاع انتفاضة شبابية فيها على المدى المنظوروتأتي الاضطرابات في مصر في وقت عصيب للعائلة الملكية السعودية.
وكان العاهل السعودي الملك عبد الله البالغ من العمر نحو 87 عاما قد سافر إلى الخارج للعلاج في ديسمبر كانون الأول. وولي العهد الأمير سلطان الذي يصغره في السن قليلا مريض أيضا.والأخ الثالث وزير الداخلية الأمير نايف مرشح محتمل للعرش.ولا مفر من انتقال العرش في آخر المطاف إلى جيل جديد من الأمراء السعوديين. ورغم أن الملك شكل مجلسا ملكيا لتنظيم الخلافة فليست كيفية عمله واضحة.ويقول دبلوماسيون إن كل ذلك يجعل من الصعب على القيادة السعودية الطاعنة في السن التعامل مع اي تغيير في مصروكان الملك عبد الله قبل أسبوع أحد الزعماء العرب القلائل الذين أعلنوا مساندتهم لمبارك. كما سمح بلجوء الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي إلى المملكة.وكشفت مساندة العاهل السعودي التلقائية للرئيس المصري عن مدى اعتماد السياسة الخارجية السعودية على العلاقات الشخصية التي اجتازت العديد من الاختبارات.
ويعرف كل من الأمير سلطان والأمير نايف ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل مبارك منذ وقت طويل.لكن بعض المحللين يعتقدون أن الحكام السعوديين سيصيبهم الانزعاج إذا تخلت الولايات المتحدة عن الرئيس المصري حسني مبارك الذي ظل حليفا لواشنطن منذ تولى السلطة قبل 30 عاما شأنه في ذلك شأن الملوك السعوديين المتعاقبين.
وقال سايمون هندرسون المراقب للشؤون السعودية في واشنطن " السعوديون.. يشعرون بأن الولايات المتحدة أخطأت عندما بدا أنها تخلت عن مبارك على نحو أسهل مما ينبغي".وتعتبر السعودية نفسها معقلا للمذهب السني ولذا يساورها أيضا قلق عميق من تزايد النفوذ الشيعي في المنطقة بعد أن أدى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 إلى تشكيل حكومة يقودها الشيعة في بغدادويرى السعوديون أن التوازن ربما يزيد اختلالا إذا أدى خروج مبارك الوشيك من السلطة إلى فترة طويلة من عدم اليقين في مصر التي تتمتع بمنزلة كبيرة في العالم العربي وخصم إيران القوي.
وجاء في برقية مسربة نشرها موقع ويكيليكس على الإنترنت في نوفمبر تشرين الثاني على لسان عادل الجبير السفير السعودي لدى واشنطن نقلا عن العاهل السعودي الملك عبد الله عبد العزيز في نصيحة للجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس في أبريل نيسان عام 2008 "اقطعوا رأس الأفعى" في إشارة إلى إيران.


ميديا واخبار العرب
زوروا موقعنا الجديد لكل الفيديوهات - رياضية سياسية دينية وثائقة

رجــاء اترك تعليقا عن رايك فيما قرأت او شاهدت Facebook Comments تعليقات الفيس بوك




0 comments

ضع تعليق

رجاء اترك تعليقك على ما قرأت

Copyright 2011 موقع الاخبار اخر خبر والاخبار العاجلة Designed by