بدأها يوسف الحسيني الذي توعد السوريين بالضرب على القفا، وأضاف "سنلبسهم الطرحة"، لن نضربهم بالقانون بل سنضربهم خارج القانون وكما نريد. مذيع آخر قال مناهضاً للاعتصامات المؤيدة للشرعية الدستورية في مصر "أعيدوا كل معتصم لجهته التي جاء منها أما إذا كان سوريا أو فلسطينياً فإعدام".
المذيع محمد الغيطي تجاوز كل الحدود إذ تهجم صراحة على شرف اللاجئات السوريات متهماً إياهن بأنهن يعرضن أنفسهن على معتصمي ميدان رابعة العدوية مقابل خمسين جنيه.
أول شيء خطر في بالي تعقيباً على هذه التصريحات المشينة، هو أن المذيع الأحمق اتهم أخواته من السوريات بالزنا، فأساء أولاً لنفسه، وقد ذكرني بقوم يتهمون زوج رسولهم وأمهم بالزنا ويفرحون بذلك وينشرونه. وقد رأيت أنه وفي أكثر البلاد حرية جنسية يستاء العامة والخاصة من أن تصف نساء بلادهم هذا الوصف، فكيف للعربي أن يقبل باتهام عربيات أُخرَ بالزنا، أو مسلم يقبل باتهام مسلمات بهذا الفعل. فالمذيع المسكين سبّ نفسه وقومه دون أن يدرك لشدة جهله وعنصريته.
المؤسف حقاً أن هؤلاء المحرضين على الشعب السوري حولوا معركتهم مع جماعة الإخوان المسلمين للهجوم على اللاجئين السوريين، بالأحرى على اللاجئات السوريات بدلاً من حمايتهن وإعزازهن. وقد كشف هؤلاء أن كثيراً من اليساريين والقوميين والعلمانيين مستعدون للهجوم على أي أحد أو الإساءة إليه في سبيل تحقيق مصالحهم الرخيصة في العادة. فلا يكفي أنهم وقفوا مع العسكر في الانقلاب على الرئيس الشرعي، بل ذهبوا ليبرروا كل أفعال الجيش المصري ويدافعوا عنه، حتى أنهم صمتوا تماماً عن إغلاق معبر رفح، وفجأة أصبح عدوهم حركة حماس والجيش السوري الحر. ولا أزال أذكر أن مذيعا مصرياً قال قبل عدة سنوات إن الفلسطينيين يستحقون ما تفعله "إسرائيل" بهم ولا بدّ أن نضرب تعظيم سلام " للخواجا الإسرائيلي". أما خلال مباراة مصر والجرائر في السودان فقد قدم المذيع نفسه برنامجاً طالب فيه الشعب المصري بالنزول إلى الشوارع والاعتداء المباشر على الجالية الجزائرية في البلاد.
ربما علينا ألا نصدم كثيراً مما قاله هؤلاء المحرضون إذا تذكرنا أن البرادعي سلم العراق لأمريكا وإيران، وأن عمرو موسى لم يستلم ملفاً في الجامعة العربية إلا وكان طامة على العرب والمسلمين.وأن الذين ادعوا أنهم يقاتلون في مصر من أجل الحرية والصناديق والانتخابات الديمواقراطية انقلبوا على هذه الديمواقراطية لأنها لم تأت بهم، بل إنهم لم يعترضوا على إغلاق وسائل الإعلام والزج بموظفيها في السجون، مدعين أن هذه إجراءات احترازية في وضع غير اعتيادي، بينما سمح الرئيس الشرعي مرسي لوسائل الإعلام أن تسبه وتحرض عليه بشكل يومي.
اليوم عرفنا العدو الحقيقي لهؤلاء القوم، هم حماس والجيش السوري الحر، والمسلمين عموماً، ولا أصدقاء لهم إلا الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بالإضافة إلى رهط كبير من الراقصات والفنانات المرفوضات جماهيرياً.
الإعلام الحقيقي هو الإعلام الذي يكون حارساً للديمواقرطية، الذي يناضل لإيصال المعلومات الدقيقة إلى الجماهير. ومن دون دخول في نظريات الإعلام والأهداف المنوطة به، يكفي القول إن الإعلام في الأساس يسعى للحفاظ على المجتمعات من التفتيت والتضليل، ويكون ذلك عادة بتبني النشر الموضوعي للمعلومات بحيث يتمكن المتابع من نقاشها ثم تحليلها ثم اتخاذ المواقف بشأنها.
إن ما يقوم به الإعلام العسكري المصري اليوم هو التفتيت. وليس التفتيت داخل البلد الواحد بين جزء من الشعب المصري وجزء آخر، بل إنه التفتيت العابر للدول كما حدث أيام مباراة مصر والجزائر وكما يحدث اليوم. كما يقوم بالطبع "بتحويل النظر" عن الانقلاب العسكري سيء السمعة إلى مشكلات جانبية بقصد إشغال الرأي العام عن الحقيقة وإلهائه بمعارك جانبية.
يبدو لي أن الإعلام العسكري المصري غير معني بنتائج أعماله الشيطانية، وليس معنياً بسمعة المجمتعات العربية أو المرأة العربية، بقدر ما هو معني بمحاولة الهجوم في كل الاتجاهات ظاناً أن كل ما يقوم به سيساهم في شيطنة جماعة الإخوان المسلمين. ولا أشك أبدا أن النتيجة ستكون عكسية، ولعل مظاهرها قد بدأت.
زوروا موقعنا الجديد لكل الفيديوهات - رياضية سياسية دينية وثائقة
رجــاء اترك تعليقا عن رايك فيما قرأت او شاهدت
|
Follow @22xc |