لم تكن استقالة الزميل خيرى رمضان على الهواء مباشرة من قناة «سى. بى. سى» أثناء تقديمه برنامجه الناجح «ممكن». على خلفية عدم سماح إدارة القناة التى يمتلكها رجل الأعمال المثير للجدل محمد الأمين لدخول المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى الاستديو. بالمفاجئة برغم ما تردد عن تدخل جهة سيادية لدى صاحب القناة بمنع اللقاء، ولكن حقيقة الأمر هى "صراع السلطة والمال"!.
كما أن حادثة خيرى رمضان لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، فأصحاب القنوات الفضائية الذين هبطوا على الإعلام المصرى وسيطروا عليه بأموالهم التى على مصادرها تحفظات عديدة، لم يعد الأمر بالنسبة لهم سوى "صفقة" لابد أن يربحوا منها حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة وطن.
كما لم يكن الأمر بعيدا عن محمد الأمين، فالرجل لا يختلف الإعلام بالنسبة له عن توريد صفقة قواعد تواليت من التى بدأ حياته بها، لذا كان هذا الملف فى محاولة لرصد كيف ومتى ولماذا يسيطر هؤلاء على المحتوى الذي يقدم إلى الشعب المصرى، فالعلاقة متشابكة وملتبسة وغير مفهومة بين البيزنس ورأس المال. نفهم فقط إذا عرفنا كيف صنع «الأمين» هذا البيزنس؟
حين تكتب عن رجل الأعمال محمد الأمين، وإعلامه وصحافته وتوحش رأس المال فأنت هنا إما حاقد أو كاره أو فاشل أو لك غرض، لكن أن تكون لك علاقة بحب هذا الوطن العظيم، أو أن قلبك موجوع على دماء الشهداء الذين ضاعوا هدرا، أو أنك تبكى على ثورة تقتل فى مهدها، فهى ليست بالأسباب المقنعة "ما تعمليش وطني"، لكن قد تكون شخصا يهوى التأمل ولا ينظر تحت قدميه فقط، ويريد أن يتساءل، حتى لو قالوا له السؤال "حرم":
- ما السبب لطرح هذا الموضوع الآن؟
فالإجابة ودون تدخل فى النيات أن محمد الأمين، هو الوحيد فى تاريخ الإعلام المصرى الذى أنشأ باقة فضائيات – CBC – ثم أطلق معها صحيفة يومية.
لقد أنشأ فى أول رمضان بعد الثورة قناة CBC ثم تبعها بقناة ثانية CBC دراما ثم ثالثة +CBC وفى سبتمبر 2011، اشترى 85% من قناة النهار وقناة النهار دراما، ثم اشترى مجموعة قناة مودرن (مودرن سبورت – مودرن كورة – مودرن حرية) ثم وكالة الأخبار العربية AUA من ورثة محمد الخرافي، حيث ينشئ قناة إخبارية بتكلفة قناة الجزيرة القطرية، التى تقف وراءها دولة كاملة، بينما سينشئ محمد الأمين القناة بمفرده وبإمكانات تتجاوز إمكانات دولة قطر!. ثم جريدتى الفجر واليوم السابع.
ولأن الرجل يهتم بالشعب المصرى ورفاهيته تجرى الآن مفاوضات لشراء مجموعة قنوات بانوراما التى تضم قناتين للدراما وقناتين للأفلام إحداهما للأفلام العربى وأخرى للأفلام الأجنبي، وأيضاً "موجة كوميدى".
- هل أراحتك الإجابة؟
بالطبع تحاول أن تعرف أكثر عن الرجل الغامض بسلامته، الإنسان الوطنى الحقيقى هو من يرحب بدعم رجال الأعمال الشرفاء للإعلام، أو دعم دول خليجية فى شفافية واضحة للإعلام المصري، وليس للعب دور غامض، فأى رجل أعمال يسعى للمكسب، لكن حين يضخ رجل الأعمال كمية مهولة من الأموال ضد قواعد السوق وضد قوانين الصحافة، ففى الأمر ريبة، فحين يقرر رجل الأعمال محمد الأمين إصدار صحيفة يومية يحصل محرر الديسك فيها على راتب يفوق الـ 15 ألفاً من الجنيهات، وأجره الحقيقى خمسة آلاف جنيه فى الصحيفة التى يعمل بها، ويحصل مدير التحرير على 75 ألف جنيه، بينما أجره الحقيقى لا يتجاوز الـ 12 ألفاً، ويحصل نائب رئيس التحرير على 130 ألف جنيه، ويحصل رئيس التحرير على 200 ألف جنيه كل شهر فى ضوء جريدة سوف تحقق أول مكاسبها بعد عامين – على الأقل – من صدورها فإن فى الأمر ألف ريبة وريبة؟
ونبدأ خطوة خطوة مع محمد الأمين، لكى لا نظلم الرجل فبدايته بداية مجتهد من خلال جامعة الإسكندرية حيث درس الهندسة فيها وحصل على تقدير جيد جداً، ثم سافر إلى شقيقه بالكويت ليعمل كمهندس موقع ليترقى فى المناصب، فى شركة مقاولات كبيرة – بنية تحتية ومرافق، حيث تصنع الشركة قواعد التواليتات والحمامات، وغيرها من المرافق، وبعد فترة طويلة من العمل فى الكويت قرر محمد الأمين، العمل فى مصر من خلال شركة استصلاح زراعى حصل على موافقاتها من يوسف والى وزير الزراعة الأسبق، ثم قرر إنشاء عامر جروب، وأن يكون فى الواجهة رجل الأعمال المصرى منصور عامر، حيث اشترى 4 قطع أراضٍ فى مارينا من خلال محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، وحصل بينهما خلاف كبير لا أحد يعرف خلفياته حتى الآن، فقد أصيب محمد الأمين بأزمة قلبية وهو فى مكتب محمد إبراهيم سليمان، فهل كان السبب سحب إبراهيم سليمان الصفقة منه بسبب مبالغ معينة أو اتفاقيات أخرى فلم يتمالك الأمين نفسه، أم هل عنفه سليمان وأهانه فى مكتبه؟
الإجابة تكمن لدى المهندس محمد الأمين والمساحة مفتوحة له لكى يجيب عنها وعلى تساؤلات أخرى عديدة، فالمهنية الحقيقية تقتضى ذلك؟
ومن حق الشعب المصرى معرفة مصادر الملكية والتمويل والمبادئ التى تحكم وسائل الإعلام الآن فى ضوء ما تقدمه فضائيات محمد الأمين، وفى ضوء رجل بدأ بمليار جنيه لبث قناة، ولهذا حديث سوف يطول، وسنناقشه بعد ذلك، فالرجل أعلن أن القناة وقف وهدية منه للشعب المصرى، وقد أهدانا الرجل مجموعة من الإعلاميين والبرامج، ومن حق المهدى إليه أن يعرف سبب الهدية، فلا أحد يهدى دون سبب، ولا نعرف هل مشاركته فى شراء جريدة اليوم السابع مع أشرف صفوت الشريف ومحمد المرشدى ووليد مصطفى وعلاء الكحكى وغيرهم هدية أيضا للشعب المصرى أم ماذا؟!.
ولماذا يدخل محمد الأمين دائما فى شراكة مع فلول نظام مبارك وأعضاء حزبه المنحل ويستعين طوال الوقت بالوجوه التى هاجمت ثورة 25 يناير وأهانت شهداءها، فباستثناء عادل حمودة، ومظهر شاهين وعبدالرحمن يوسف، تجد أغلب إعلاميى cbc ممن حاولوا دفن الثورة المصرية فى مهدها بل وحتى المسلسلات التى تنتجها القناة، أبطالها ممن كانوا فى ميدان مصطفى محمود، يهتفون لمبارك ويسبون ثورة 25 يناير وثوارها، فكيف يهدى الرجل إلى الشعب المصرى هدية من قتلته، وممن حاولوا أن يئدوا ثورته فى مهدها؟!.
حين تتبع جزءا من تحركات السيد محمد الأمين رجب أحمد من مطار القاهرة تكتشف شيئا مذهلا، وهو أن الرجل حين يسافر، يعود ثانى يوم، وفى سفريات أخرى يعود فى نفس اليوم، فهو من شركته لمطاره، ومن مطاره لشركته، فإذا تتبعت تحركاته من 10- 5-2011 وحتى 15-11-2011 تجد الآتى: سافر فى 10- 5 -2011 الساعة 13:16:23 وعاد بعد ذلك بيوم واحد فى 11-5 الساعة 12:13:50، ثم سافر فى 5-6 الساعة 18:46:03 وعاد فى 7-6 الساعة 10:28:54، وسافر فى 18-7 الساعة 19:20:33 وعاد فى 19-7 الساعة 23:18:56، وسافر فى 18-9 الساعة 19:20:33 وعاد فى 20-9 الساعة 22:25، وسافر فى 15-11 الساعة 3:39:32 وعاد فى 17-11 الساعة 19:54:19.
يدير الرجل صفقاته وشركاته وإعلامه بين مصر والكويت، دون أن يكشف لنا لماذا لا يكشف أسماء الذين يشاركونه فى تقديم المحتوى الإعلامى إذا كانوا أصحاب رسالة، ولهم هدف لصالح مصر، فنحن سوف نفخر بهم كثيرا لأنهم يضعون مصرنا بين عيونهم، ويوعون شعبها البسيط؟.
أنت هنا أمام سفريات موحية، وفى توقيت بث فضائياته، وتقريره إصدار صحف. سفريات توحى لك بمصدر رأس المال، وبما يراد لمصر من ورائه، وبالظلام الذى ينتظرنا جميعا فى نهاية النفق، وفى النهاية الجميع يصمت، كأنها ليست مصرنا.
لم ينتبه محمد الأمين إلى أنه حين يحتل دائرة الضوء فى أن هناك من سينبش وراءه فى دفاتره اليومية سواء بدافع الوطنية وحب هذا البلد العظيم، أم بدافع الغيرة والحقد، والله مقلب القلوب وأعلم بنياتها، لذا لم ينتبه إلى إخفاء ثروته، أو ظن الرجل الأسطورة أن بإمكانه أن يتصرف كيفما شاء ومثلما يريد، طالما أن هناك سلطة تحميه، ونائبا عاما لن يقبل بالتحقيق معه، وإعلاما يستطيع أن يشتريه، فما إن قام المحامى السكندرى طارق محمود بتقديم بلاغ إلى جهاز الكسب غير المشروع يطالب فيه بالتحقيق فى ثروة محمد الأمين، حتى قامت جريدة اليوم السابع بنفى صحة التحقيق من أساسه، وهو أمر يخالف المهنية لأن محمد الأمين شريك فى اليوم السابع، وإذا كنا نلوم الصحف القومية لتتبعها أخبار مبارك وآله قبل ذلك، ونلوم مرسى عطا الله لأنه كان ينشر صور من يشربون معه الشاى فى مكتبه كل يوم، فلابد أن نلوم الصحيفة لأنها بذلك تحقق للأمين هدفه، فرجل الأعمال من المفروض أن يكون قد اشترى الصحيفة لأجل الحصول على نسبة من ربحها، وليس لتتبع أخباره والنشر عنه.
"نفى مصدر مسئول بجهاز الكسب غير المشروع وجود أى تحقيقات رسمية حول تضخم ثروة رجل الأعمال المهندس محمد الأمين مالك مجموعة قنوات "cbc"، مشيرا إلى أن الجهاز يتلقى المئات من البلاغات يوميا من محامين ومواطنين عاديين ضد شخصيات عامة وخاصة، إلا أنه لا يجرى أى تحقيقات إلا فى ضوء وجود مستندات وأدلة قوية.
وأضاف المصدر أنه فى حالة وجود تحقيقات تسفر عن نتائج مؤكدة فإنه لا يتأخر عن الإعلان، مطالبا الجميع بعدم الزج باسم الجهاز فى أخبار قد يثبت بعد ذلك عدم صحتها.
جاء ذلك حسب تصريحات مصدر بجهاز الكسب لصحيفة المساء.
أيضا هناك الخبر الذى نشرته «اليوم السابع» طالب فيه المصدر المسئول عدم الزج باسم الجهاز فى أخبار «قد» يثبت عدم صحتها، برغم أنه بحسب البلاغ المقدم من طارق محمود المحامى، فإن محمد الأمين يمتلك: مجموعة قنوات «سى بى سى» وقنوات «مودرن سبورت»، قناة النهار، وكالة الأخبار العربية التى كان يمتلكها الخرافى، وكذلك شراكته بجريدتى اليوم السابع والمصرى اليوم، جريدة الفجر، وفيلته بشارع بحر الغزال أمام مستشفى الشروق، وفيلا بالمهندسين، وقصر بمارينا، وثلاث شقق بالمهندسين، وأسطول سيارات من أحدث الموديلات، كما أنه شريك بمجموعة قنوات النهار، وشريك لمنصور عامر فى بورتو مارينا وبورتو السخنة بنسب متفاوتة.
وأن الصرف الذى تم على هذه القنوات فى أقل من عام يتجاوز المليار جنيه، واحسب يا سيادة المصدر المسئول عمر السيد محمد الأمين واضربه فى مكسبه فى اليوم الواحد لتعرف كم تبلغ ثروته ومن أين جاءت هذه الأموال؟
سألت المحامى طارق محمود عن سر تقديمه لهذا البلاغ فأجابنى: من حق أى مواطن فى مصر إذا شاهد تضخم ثروة مواطن أن يتقدم ببلاغ ضده، ثم إننى أرى أن الجميع يتحدث عن محمد الأمين، والجميع يخشى الاقتراب منه، فمن المفروض أن هناك ثورة حدثت فى مصر اسمها ثورة 25 يناير، مات فيها شهداء وضحوا بأنفسهم وحياتهم وروحهم مقابل أن نعيش بكرامة، ثم تأتى مجموعة من رجال الأعمال أغلبها كان متعاونا مع مبارك وأسرته ويدير مشروعاتها، ويحتكر أراضى وأموال الشعب المصرى، ويظل بعد الثورة كما هو، لذا من حقنا أن نتحقق من الذى يحتكر الإعلام ويحتكر مصر مرة أخرى، وأرى بدورى كمواطن قبل أن أكون محاميا أن السكوت عن أى فساد يعتبر شراكة معه.
لقد وصلت ثروة الأمين فى آخر سبع سنوات لحوالى 3 مليارات دولار، وهو نمو للثروة بمعدل غير طبيعى، يثير التساؤلات، وبالتالى من حقنا التحقق من مصادر ثروته.
إذن اللعبة نفسها هى نفس طريقة اللعب التى ملها الجمهور، تتكرر مع رجل الأعمال محمد الأمين، بل إن الأمين نفسه يدير اللعبة بنفس طريقة مبارك وأحزابه الكرتونية المصطنعة، فيأتى بأكبر عدد من "الفلول"، والذين حاولوا إفشال ثورة 25 يناير ويسعون الآن إلى إفسادها مع وضع بعض قطع "الدومينو" الصلبة بينهم، فرفعت السعيد فى نظام مبارك هو الشيخ مظهر شاهين فى قناة cbc، مع الفارق أن مظهر شاهين لعب دورا حقيقيا فى الثورة يقدر ويحترم، وهو صوت واضح من أصواتها وعبدالرحمن يوسف، فما المانع من إغوائهما لتقديم برامج فى القناة، لكنهما للأسف لم يلعبا بطريقة الفنان عمرو وأكد وغادة عبدالرازق، فعمرو واكد الذى كان مثلهما فى ميدان التحرير، حين علم باشتراك غادة عبدالرازق معه فى مسلسل "ألف ليلة وليلة" انسحب من دور "شهريار" على الرغم من أهمية الدور بالنسبة له، مقرا بأنه لن يمثل مع من وقفوا ضد الثورة فى ميدان مصطفى محمود وأيدوا مبارك، فلم يعارض مظهر وعبد الرحمن العمل مع خيرى رمضان ولميس الحديدى ومجدى الجلاد على طريقة بعض الكتاب "أنا مسئول عما أكتب، وليس عن المكان الذى أكتب فيه".!
يعرف محمد الأمين أن هناك من الإعلاميين من يغير جلبابه فى لحظات لا يفرق معه شىء، ويعرف أيضا أن الإعلام المزيف يحمى رأس المال المتوحش، ويعرف أن رئيس تحرير جريدته «الوطن» يجيد معرفة قواعد اللعبة فمقالاته قبل الثورة مثل "الحياة على أكتاف جمال مبارك"، أو مقدمة الحوار مع الرئيس المخلوع – التى لعب فيها وحذفت من الموقع الإلكترونى للجريدة - لن يتذكرها أحد، وأن رجال أعمال مثل ممدوح إسماعيل وأحمد بهجت قد احترقا وفى طريقهما للهاوية، ويدرك جيدا أن القفز من السفينة دون منطاد سوف يعرضه للهلاك، لذا كان المنطاد ينتظر ليتلاقى رأس المال مع إعلام مبارك الذى يرتدى ثوب المعارضة.
بالتأكيد توقف للحظات أو لساعات ليتساءل – يقبل أن يفر من المصرى اليوم- هل ستنجح تجربته مع محمد الأمين؟
على الرغم من توافر ملايين الجنيهات لصدور جريدة «الوطن»، وعلى الرغم من الأجور الخرافية التى يتقاضاها من التحقوا بها فى ظل شعب فقير، فإن النجاح الحقيقى لا يعتمد على المال. ولا على الخبراء الأجانب بعد أن وعى الشعب المصرى اللعبة وفهم الليلة جيدا، ولا على المحررين الذين حملهم أو حملوه فى شتى الأرض كنبى ومعلم، فهو يعرف جيدا أنه ليس سرا نجاح المصرى اليوم، وبالتأكيد سمع بالنكتة الشهيرة المتداولة فى الوسط الصحفى بأن هيكل حين التقاه قال "لقد عرفت أن المصرى اليوم تسير بقدرة إلهية"، فأنور الهوارى – مؤسس المصرى اليوم مع هشام قاسم- والذى كان يضع أمامه عشرات الصحف الأجنبية كل يوم قبل صدورها فى محاولة للوصول إلى تجربة صحفية مختلفة، مثلما فعل مصطفى وعلى أمين حين أصدرا الأخبار، مستفيدين من تجارب مثل التايمز والنيويورك تايمز، كما استطاع الهوارى مغازلة الأقاليم بتخصيص مساحة كبيرة لهم فى الصحيفة، إضافة إلى موهبته الشديدة وعينه فى انتقاء المواهب، وخلطته السحرية ليأتى الجلاد ويحافظ بذكاء على نهج الهوارى، ولم يضف إلى المصرى اليوم سوى صفحات متخصصة كانت تقدمها صحيفة "الدستور" فى إصدارها الأول والثانى.
لقد عاد محمد الأمين إلى مصر عام 2002 وكان حلمه عمل مشروع كرجل أعمال مصرى يحافظ به على منوال حياته، ويعلم بناته الثلاث مروة ومنى ومنار بشكل يليق مثل حلم أى أب مصرى، ولكى تكتشف شراهة الرجل لامتلاك كل هذه الفضائيات - وكأنه يريد أن يمسك كل شىء بيديه بديكتاتورية مقنعة مثلما فعل كمال الجنزورى فى حكومته الأولى – لابد أن تعرف أنه حين جاء إلى مصر اشترى فيلا صغيرة رقم 1 بالمنطقة 23 فى مارينا، ودورين فى عمارة فى شارع دمشق بالمهندسين بجوار مطعم بيتزا هت، وشقتين فى ميدان سفنكس، وسلسلة أراض بـ 6 أكتوبر، وأسطول سيارات يتجاوز الـ 12 مليون جنيه وطائرة خاصة. وسأجعلك لا تحترم تفكيرى وأصدق معك أن الرجل اشترى من عرق الـ 16 سنة عمل بالكويت هذه الأملاك، فمن أين إذن جاء بما يتجاوز الـ 50 مليار جنيه لضخها فى قنوات cbc للترويج لعدم الاستقرار وإثارة الفتن خلاف شرائه لـ 11 قناة فضائية وصحيفتين وصحيفة جديدة قادمة، إضافة إلى عدة مشروعات من بينها مشروع مشترك مع رئيس تحرير سابق بالأهرام، ورجل الأعمال محمود عمارة، وشركة أسوان أوكتا التى يمتلكها أحد مديرى الأمن، حيث دخلوا فى شراكة على مزارع بط لتصدير «كبد البط» إلى فرنسا (وبذلك تدرك أن محمد الأمين لم يكن بعيدا عن مجال الإعلام) وبجوار المزرعة كانت هناك الآف الأفدنة التى زاغت أعينهم عليها، وسرعان ما حصلوا عليها من خلال الراحل كمال الشاذلى، حيث ينحدر محمود عمارة من نفس قرية كمال الشاذلى بالباجور بالمنوفية ثم 15 ألف فدان شمال وادى النطرون. أنتظر شهادة من الزميلة بالأهرام الأستاذة مايسة السلكاوى فى هذا الأمر.
الصحافة والإعلام أيضا كلمة السر فى علاقات محمد الأمين، فقد أدرك الأمين من البداية أن الإعلام هو الطريق الممهد الذى سيصل بحجم أمواله إلى عنان السماء، فقد عرفه رئيس تحرير الأهرام الأسبق أيضا على منصور عامر ليؤجر منه محل "لانتر" فى الشانزليزية بمارينا ليبدأ البيزنس المريب بين عامر والأمين بفندق "كان كون" بالزعفرانة، ثم أبراج السخنة، ومن مزارع البط والسمك إلى الاستثمار العقارى إلى الإعلام وcbc وما هى إلا أسماء أسماها هو وشركاؤه، والهدف واضح لكل صاحب بصيرة، أفلا تعقلون؟
ولأن مستقبل الصحافة كما ذكرنا فى البداية مرتبط بالاستقلالية، وهو هنا لا يمكن أن يكون مرتبطاً بأى استقلالية فى ضوء نظام سابق يفسد ثورة ويقبرها، ويثير الريبة وعلامات الاستفهام كما أثارها عقب الثورة حين أخرج الأمين من مصر 600 مليون جنيه إلى سوريا تحت مسمى إنشاء قرية سياحية فى طرطوس – بورتو طرطوس - وقد أشيع أنها أموال لبعض أفراد نظام مبارك يتم تهريبها، ولم ينف الأمين، ولم يحقق النائب العام فى بلاغ موجود لديه فى الأمر، كما تجاهل البلاغ رقم 1691 الذى يتناول مشاركته مع شريكه فى موقعة الجمل!.
وحسب المستندات والتى نقدمها كبلاغ للنائب العام قام محمد الأمين وشريكه منصور عامر بمنح عدد كبير ممن يقفون أمام القضاء الآن مثل أحمد نظيف – أحمد عز – أيمن محمد إبراهيم - حبيب العادلى ( تاريخ التعاقد 3-9-2008 ) – جمال مبارك – صفوت الشريف – زكريا عزمى – كمال الشاذلى – محمد إبراهيم سليمان – محمد كمال، بتجهيزات بمنحهم «فيلل وشاليهات مجهزة بالكامل»، وتشمل التجهيزات والأثاث بالكامل من ستائر وسراير ونجف وأباجورات وثلاجات ومرايات عاكسة وأباليك لغرف النوم، بل وسراير أطفال.
يمنح محمد الأمين ومنصور عامر لأيمن حبيب العادلى بتاريخ السبت 14-3- 2009 فى البرج "7" شقة رقم "7173" بجولف مارينا مع التأثيث، واللون "نبيتى"، ثلاجة 2 قدم، وثلاجة 3-5 أقدام، بوتاجاز سطحى 2 عين بالكهرباء، ميكروويف حجم متوسط، شفاط بوتاجاز سطحى 60 سم، غسالة بالمجفف،LCD 32 بوصة.
وبتاريخ 22-4 -2009 يقدم له النجف والأباجورات ونفس الفرش لباقى أعضاء النظام السابق. بالطبع لماذا لا يتركهم يستريحون فى شاليهاتهم العامرة ويخططون من هناك لقتل الوطن؟
سألت أحد المسئولين فى عامر جروب عن حقيقة هذه الأوراق فكشف لى أن هناك مائة شخص من النظام السابق حصلوا على هذه الشاليهات، لكنه برر ذلك بأنه تم عبر الشراء كأى مشتر عادى، وبالتأكيد تستطيع شركة عامر جروب أن تعلن ذلك وتنشر التعاقدات، لكن هل تستطيع الحصول على توقيعات المسجونين لإثبات صحة هذه التعاقدات؟!.
ويقول محمد الأمين بأنه دفع 100 مليون جنيه بسبب محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان حتى ينفذ مشروعات بورتو ويقدم للشعب المصرى الخير الكثير، وهو ما يبدو متناقضا مع الشاليهات الممنوحة لرجال لجنة السياسات والحزب الوطنى، الشاليهات التى وضعت فيها الخطط كاملة لقتل الشعب المصرى وإبادته، مرة بالأكل المسرطن، ومرات بالإعلام المزيف لغسيل دماغه، وبإتباع السياسات التى تجلس جمال مبارك على قلب الشعب المصرى وغصبا عنه، وبالطبع لا ذنب لمحمد الأمين فى رسم هذه الخطط فى سهرات بورتو، لكن ألا يكون ذنبه فى منح هذه الشاليهات لمثل هؤلاء الذين باعونا للشيطان.
ثم إننا لم نسمع حتى الآن من محمد الأمين عن سر صداقته برجل الأعمال الهارب حسين سالم مدير صفقات عائلة مبارك، وصاحب عقود الغاز مع إسرائيل، وهل هناك شراكة بينه وبين حسين سالم فى شركة شرق المتوسط أو أى شركات أخرى؟.
المصدر: الأهرام العربى
زوروا موقعنا الجديد لكل الفيديوهات - رياضية سياسية دينية وثائقة
رجــاء اترك تعليقا عن رايك فيما قرأت او شاهدت
|
Follow @22xc |