السجائر والمعسل من أبرز السلع الاستهلاكية السريعة، التى استهدفها الغش التجارى بسبب زيادة الإقبال عليها، وارتباط مبيعاتها بسعرها بشكل مباشر وليس بجودة المنتج على وجه الخصوص، خاصة فى ظل ارتفاع سعر الدولار الذى يتم استيراد التبغ به من الولايات المتحدة ودول شرق آسيا وبعض الدول بأمريكا الجنوبية، بالإضافة لزيادة الضرائب المفروضة على صناعة ومبيعات السجائر والمعسل محلياً.
يتم غش المعسل داخل مصانع (بئر السلم) فى محافظتى القاهرة والغربية، وهناك طريقتين للغش التجارى فيه من خلال خلط المعسل الأصلى بنشارة خشب ووضع عسل أسود على الخليط، أو تجنب وضع معسل أصلى من الأساس والاكتفاء بنشارة الخشب الموضوع عليها عسل أسود ومكسبات طعم فقط، ويتم تغليفها فى عبوات تشبه منتجات "الشركة الشرقية للدخان"، ويتم بيعها خاصة فى المناطق الشعبية والقرى.
أما فيما يخص السجائر المقلدة فهى غالباً ما تستورد من دول الصين وليبيا والإمارات واليونان، تنتشر تجارها فى محافظات القاهرة وبورسعيد والإسكندرية، وأشهر العلامات التجارية التى يتم تزييفها "كليوباترا" المملوكة للشركة الشرقية للدخان، وهى العلامة الأكثر انتشاراً فى مصر وتستحوذ وحدها حوالى 40% من المدخنين، والتى تباع نسختها المقلدة ابتداء من 1.7 إلى 3 جنيهات، بينما العلامة الأصلية تتراوح بين 6 إلى 7.5 جنيه، كما أن العلامة التجارية الراقية "مارلبورو" المملوكة لشركة "فيليب موريس"، يتم بيعها بين 3.5 جنيه إلى 7 جنيهات للعبوات المزيفة، بينما الأصلية تباع بـ15 جنيهاً، أما "روزمان" المملوكة لشركة "بريتش أمريكان توباكو"، فتباع بين 3 إلى 4.5 جنيه للعبوات المغشوشة، بينما الأصلية تباع ما بين 7.5 إلى 10 جنيهات، بحسب مكان البيع.
المهندس نبيل عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة الشركة الشرقية للدخان، صاحبة امتياز تصنيع السجائر فى مصر، قال، إن سوق السجائر والمعسل المغشوش زاد بعد الثورة ليستحوذ على 40% من حجم سوق التدخين، الذى يبلغ وفقا لإحصائيات وزارة الصحة أكثر من 20 مليون نسمة، ليصبح الآن 20% فقط من حجم السوق بسبب رداءة طرق التصنيع التى يتم خلالها وابتعاد المدخن عن هذه المنتجات بعد تجربتها لفترة، إلا أن ارتفاع أسعار المنتجات المحلية بسبب الضرائب والرسوم، فى مقابل أن السلع المهربة أو المغشوشة لا تقوم بتسديد أى رسوم للدولة، فإن ميزة السعر تلعب دوراً خاصة لدى محدودى الدخل.
وأكد عبد العزيز، أن الشرقية للدخان تستحوذ على 75% من حجم سوق التدخين فى مصر، بينما تستحوذ شركة فيليب موريس على نسبة 15% وبريتش أمريكان توباكو على 10% فقط، بينما تستحوذ السجائر المقلدة على حوالي20% من حجم ما تستحوذ عليه الشركات الثلاثة مجتمعة، وهى شريحة مترددة غير مستقرة، وذلك بتدخين أكثر من 200 صنف سجائر.
يحقق التاجر مكسب أكبر من العبوات المقلدة عنها من العبوات الأصلية حيث بلغ هامش الربح فى العبوة المقلدة حوالى جنيه، أما العبوات الأصلية فيكون نصف جنيه فقط، كما أن أسعار الأخيرة مرتفعة، فثمن الخرطوشة للأصلية (10 علب) بحد أدنى 55 جنيه، بينما المقلدة بـ17 جنيه، وتباع أقل علبة السجائر المقلدة بـ2 جنيه للمستهلك النهائى فى المناطق الشعبية، أما الأصلية تباع بـ6 جنيه أى أغلى 3 أضعاف.
وطرح التجار عشرات الأصناف الجديدة ليصبح إجمالى الأصناف غير المرخصة فى السوق أكثر من 240 صنفاً تدخل عبر موانئ البحرية ببورسعيد والعين السخنة والإسكندرية، والمنافذ البرية فى سفاجا وحلايب وشلاتين، وتم إدخال أصناف جديدة يتراوح سعر الـ"أروسه أو الخرطوشة" منها ما بين 17 إلى 19 جنيها بواقع 1.7 إلى 1.9 جنيه للعلبة، بينما تم تخفيض أسعار المنتجات الأكثر شهرة ليصبح سعرها للمستهلك النهائى ما بين 2 إلى 2.5 بحد أدنى، فى حين أن أغلى علبة سجائر صينية تبلغ 5 جنيهات للمستهلك النهائى.
وبدأ عدد من تجار السجائر بشارع (باب البحر)، بميدان رمسيس بالقاهرة، بطرح سيجار صينى، بعد أن لاقت باقى المنتجات رواجاً، ويتراوح سعره بين جنيه إلى 5 جنيهات للجملة، بينما يباع للمستهلك ابتداء من جنيه وحتى 8 جنيهات.
تسببت فى خسائر كبيرة للاقتصاد القومى وصلت وفقاً لبيانات وزارة المالية لـ4 مليارات جنيه فى عام 2010 فقط، بسبب قلة أرباح شركات السجائر وبالتالى تقلص الضرائب المباشرة وغير المباشرة التى تحصل على السجائر والمعسل للشركة الرسمية، إلا أن هذه الخسائر انكمشت مع انحصار أعداد المدخنين للسجائر والمعسل المغشوش.
زوروا موقعنا الجديد لكل الفيديوهات - رياضية سياسية دينية وثائقة
رجــاء اترك تعليقا عن رايك فيما قرأت او شاهدت
|
Follow @22xc |