غزة – عبدالله المنسي

يبحث حيدر أبو حسين بين ركام منزله المدمر في حي الشجاعية شرق غزة عما تبقى من أثاث ومستلزمات علها تساعده لاستكمال مشوار حياته في أحد المتنزهات العامة التي لجأ أليها مؤخراً.

ويروي أبو حسين الذي استغل الهدنة الإنسانية التي اتفقت عليها فصائل المقاومة مع الكيان الاسرائيلي برعاية أممية لتفقد منزله، ليلة القضاء على حي الشجاعية بالاشتراك بين المدفعية والطيران الإسرائيلي.

ويقول : " كانت ليلة هادئة جداً ميدانيا في اليوم الثالث عشر للعدوان باستثناء الغارات التي كان يشنها الطيران الحربي الإسرائيلي على منازل المواطنين".

ويضيف " ما هي إلا ساعات قليلة جداً حتى جن جنون الاحتلال الإسرائيلي، وبدأ بإطلاق قذائفه بشكل كبير ومخيف جداً، ومن شدته خرجنا ومعنا الأطفال والنساء والمسنين دون أي ادراك لما يحدث، الرعب والهلع سيطر على الاطفال، وأصبح الجميع تحت رحمة مدافع الاحتلال".

ويروي أبو حسين مشاهد مفزعة لتلك الليلة، مشيراً إلى أنهم حاولوا الهرب بشتى الطرق دون النظر للخسائر المادية، ويضيف " قمنا بصنع ثغرات في بعض المنازل للخروج عبر شوارع فرعية والتفافية، ولكن نيران الاحتلال حاصرتنا من جميع الجهات ونجينا بأعجوبة".

ويقول الشاب الثلاثيني : " خرجنا رافعين الراية البيضاء ليتعرف الاحتلال أننا مدنيين ومسالمين".

والمجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين الابرياء في حي الشجاعية أدت إلى استشهاد أكثر من 90 مواطنا وإصابة نحو 400 آخرين.

ويؤكد الشاب الغزاوي بأن عائلة موزعة الأن بين المستشفيات الرئيسية في قطاع غزة والمتنزهات وبيوت الاقارب البعيدة عن مناطق الاشتباكات والاستهدافات من اجل الحفاظ على سلامه النساء والاطفال الرضع.

وفي جانب أخر من حي الشجاعية، يجلس إبراهيم عطيش وزوجته فوق ركام منزلهم المدمر ويظهر عليهم علامات الصدمة من حجم الدمار الهائل التي خلفه الاحتلال بمنزلهم المكون من ثلاثة طوابق يسكن فيمهم 43 فرداً جميع اعمارهم تتراوح ما بين 7-25 عاماً.

ويقول  :" إن الاحتلال استخدم أسلوب الأرض المحروقة مع أهالي حي الشجاعية من أجل السيطرة على رجال المقاومة، وبدأ يدمر في منازل المواطنين بشكل كثيف ومباشر".

ويوضح عطيش أن ما قام به الاحتلال جريمة حرب واضحة.

وشدد على أن المقاومة الفلسطينية وعدتنا بتقديم الغالي والرخيص من أجل كسر الحصار وتحقيق مطالب الشعب والمقاومة الفلسطينية، "ونحن نثق بشكل كبير بقدراتها التي ضربت حيفا وتل ابيت والقدس واوقفت مطار بن غريون".

وأشار الى أن العدوان الاسرائيلي غير ملامح المنطقة بشكل كبير ، وأصبحت البيوت متداخلة في بعضها البعض، حتي الشارع الرئيس أصبح مغطى بركام منازل الأبرياء.

واستشهد أكثر من 985 شهيداً وأصيب أكثر من 5 آلاف جريح خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 20 يوماً، حيث تمكن المسعفون اليوم من استخرج أكثر من 85 جثمان شهيد من تحت الانقاض مستغلين ساعات الهدنة الانسانية.