بقلم: عصام سلطان / محام ونائب رئيس حزب الوسط
أسوأ أنواع الدول، هي الدولة القاتلة، فلا رئيس لها، ولا رئيس وزراء، ولا وزراء، ولا محافظين، ولا برلمان، ولا دستور، ولا قانون، ولا يوجد أي مسئول تستطيع أن تتكلم معه وتحاسبه، وإنما هي تتحرك من الخلف، تحركا أمنيا فقط.. هدفه القتل والتصفية .. بسلاح القناص ..
فأنشط ما فيها أجهزة القمع والبطش، ويمكنك أن تلحظ أنه خلال أربعة أيام فقط تم قتل أكثر من مائة وثلاثين مواطن وإصابة الآلاف واعتقال المئات وتلفيق التهم لهم بسبب آرائهم السياسية، وإغلاق عدد من القنوات الفضائية والصحف ومقار الأحزاب، ناهيك عن عسكرة آليات الجيش بمدينة الإنتاج الإعلامي لضمان استمرار ركوع الإعلاميين أمام البيادة عند زاوية 90، والامتناع عن بث فيديوهات قتل المتظاهرين أمام الحرس الجمهوري التي نشرها الإعلام الأجنبي كله ..
والأسوأ من ذلك هي حالة الارتباك والتوتر بل والانهيار، فقد خرجت عن المؤقت عدة تصريحات بشأن تعيينات لم تتم وتشكيلات حكومية انفكت قبل أن تبدأ، ومسئولين ذهبوا لحلف اليمين ثم عادوا في منتصف الطريق، وقرارات لم تصدر وإعلانات دستورية يجري تعديلها بعد صدورها بدقائق ..
هذا كله خلال أربعة أيام فقط، فكيف لو امتد الزمن وطالت أيامه ..؟
إن اقتصادنا لن يتحمل أكثر من ذلك، وما وفره مرسي وزاد به الاحتياطي النقدي خلال العام الماضي من 13 مليار دولار إلى 15 مليار يمكن أن يطير في أيام، إن لم يكن قد طار بالفعل خلال الأربعة أيام الحالكة السواد ..
إن خريطة الطريق الواضحة حتى الآن هي القتل، والقتل فقط ..
وتبقي الكارثة، وهي أن كل الفاسدين والحرامية من الصف الثاني في الوزارات والهيئات الذين سبق ضبطهم والحكم عليهم في قضايا سرقة واختلاس والاستيلاء على المال العام، يجري إعادة انتشارهم وتوطينهم في ذات مناصبهم التي كانوا يحتلونها قبل الثورة .. يعني عادت ريما لعادتها القديمة .. القتل والفساد.
زوروا موقعنا الجديد لكل الفيديوهات - رياضية سياسية دينية وثائقة
رجــاء اترك تعليقا عن رايك فيما قرأت او شاهدت
|
Follow @22xc |