أشكال النصب الإلكترونى.. والمطالبة بقوانين تحمى مستخدمى الإنترنت محليًا ودوليًا



أثارت عمليات النصب الإلكتروني الذى تعرض له عدد من الفنانين والشخصيات المعروفة قضية الجريمة الإلكترونية، والتى حصلت من خلالها شركات دولية على ملايين الجنيهات، بخاصة مع اتخاذ تلك الجريمة أشكالًا جديدة غير متعارف عليها فى عالم النصب المعتاد. 

من جانبه طالب المحامى أحمد محمود غازى- مدير مركز حماية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان- بضرورة وضع التشريعات المحلية والدولية التى من شأنها حماية المواطنين من محاولات النصب الإلكترونى والتى بدأت تأخذ أشكالًا متعددة ومختلفة عن أشكال النصب المعروفة، والتى يتضمنها القانون المصرى. 

وقال فى تصريحاته ل"بوابة الأهرام": إن عمليات النصب الإلكترونى هى من الحيل المستحدثة فى السنوات الأخيرة، ولذلك فأغلب التشريعات فى الدول العربية لم تضم تلك الجرائم، فالتشريع المصرى تضمن عمليات النصب بصورة عامة دون أن يخصص بنودًا للجريمة الإلكترونية، بخاصة أن لها طابعها وطرقها الخاصة التى قد يفتقر إليها القانون الخاص بالنصب العادى. 

وأضاف غازى أن وزارة الداخلية حاولت فى السنوات الأخيرة أن تتصدى لمحاولات النصب الإلكترونى مع تزايد التواصل الاجتماعى عبر صفحات الإنترنت؛ وذلك عن طريق جهاز خاص بالجرائم الإلكترونية للكشف عن مرتكبى الجرائم الإلكترونية واتخاذ الإجراءات الاحترازية ضد المواقع التى تقدم خدمات مشبوهة أو تجارة تتضمن عمليات نصب ضد المواطنين، وذلك بالتنسيق مع الجهاز القومى للاتصالات. 

وتابع أن من اختصاص هذا الجهاز التابع لوزارة الداخلية البحث عن الدلائل كالتحفظ على رسائل البريد الإلكترونى المتبادلة وال IP الخاص بالجهاز المستخدم، وفى حال إذا كانت الجريمة داخل مصر يتم اتخاذ الإجراء المباشر من قبل وزارة الداخلية عن طريق النيابة العامة التى توجه اتهام النصب والاحتيال ويتم ضبط مرتكب الواقعة وتقديمه للنيابة والمحاكمة. 

لكن الصعوبة تكون فى حال ما إذا كانت الجريمة دولية، وفى تلك الحالة يكون تعامل وزارة الداخلية عن طريق توجيه تحذيرات لمستخدمى الإنترنت أو حجب المواقع التى تقوم بتلك الجرائم الإلكترونية. 

ويرجع أحمد غازى أسباب انتشار مثل تلك الجرائم إلى أنها جرائم سهلة وغير مكلفة ماديًا بعكس عمليات النصب العادى الذى يحتاج إلى مصاريف مادية، ويتمتع الشخص الذى يقوم بعمليات النصب الإلكترونى بالذكاء والدراية العالية بالتطورات المستحدثة للعالم الرقمى الافتراضى بحيث يحصل على أكبر كم من الأموال من ضحاياه. 

ويؤكد أن جرائم التسويق الشبكى هى الأكثر انتشارًا كما حدث فى قضية سلمى صباحى، وهى من أكثر القضايا التى يندر بها الدلائل والوثائق التى تدين الجانى، حيث إن أغلب التعاملات تكون عن طريق شبكة الإنترنت ولا تتوافر الأدلة المادية والمستندات الورقية التى يمكن تقديمها للنيابة العامة. 

وحذر المحامى أحمد محمود غازى مستخدمى الإنترنت من التعامل مع شركات التسويق الإلكترونى الأجنبية مجهولة المصدر غير المعروفة مقراتها ولا مصدرها، وقال: إن كثيرًا من تلك الشركات يكون هدفها الحصول على أرقام الفيزا كارت الخاصة بالعميل بهدف الاختراق والاستيلاء على أمواله الخاصة. 

من جانبه أصدر جهاز حماية المستهلك عددًا من الإرشادات لتجنب الوقوع فى عمليات النصب عبر الحدود، جاء بها أنه عندما تكون على شبكة الإنترنت: 
•اعلم مع من تتعامل. وفي كل تعامل إلكتروني، قم بنفسك بالتأكد من اسم الطرف الآخر، وعنوان الشارع الذي يتواجد فيه ورقم تليفونه. 

• قاوم رغبتك في المشاركة في مسابقات اليانصيب الأجنبية. فهذه الوسائل الإغرائية مزيفة وغير قانونية. 

• احذف أي طلبات يدعى مرسلوها أنهم أجانب يطلبون منك مساعدتهم في تحويل أموالهم من خلال حسابك المصرفي فهؤلاء نصابون. 

• تجاهل رسائل البريد الإلكتروني التي تتلقاها دون أن تطلبها والتي تطلب منك سداد أموال معينة أو الإفصاح عن أرقام بطاقتك الائتمانية أو حسابك المصرفي أو معلومات أخرى شخصية. 

• إذا كنت تبيع شيئًا ما على الإنترنت لا تقبل قيام المشتري المحتمل بإرسال شيك لك تزيد قيمته على سعر الشراء، مهما كان العرض مغريًا، ومهما كانت القصة مقنعة، وقم بإنهاء التعامل فورًا إذا أصر شخص ما على أن تقوم أنت بإرسال الباقي إليه. 

• وتعطي الإنترنت المشترين إمكانية الوصول إلى عالم من السلع والخدمات، وتعطي البائعين عالمًا من المشترين، ولكن لسوء الحظ فإن الإنترنت توفر للمحتالين المحترفين الفرصة ذاتها، ولكن التنبه على الإنترنت من الممكن أن يساعدك على تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من المنافع العالمية التي تحققها من التجارة الإلكترونية، ويقلل بقدر الإمكان من إمكانية تعرضك للاحتيال. 

وحذر جهاز خدمة المستهلك من مسابقات اليانصيب الأجنبية وأشار أن المحتالون ظلوا لأعوام طويلة يستخدمون التليفون والبريد الموجه لإغراء المستهلكين الأمريكيين لشراء فرص للمشاركة في مسابقات اليانصيب الأجنبية التي كانوا يدعون أنها تنطوي على احتمالات كبيرة للربح والخسارة، وقد أصبحوا الآن يستخدمون البريد الإلكتروني أيضاً – سواء لبيع التذاكر أو لكي يخبروك بوجود جائزة نقدية كبيرة باسمك. وبغض النظر عن اسم الدولة التي تستخدم في الترويج لليانصيب، يتبع النصابون دائمًا نفس الأسلوب: أرسل مبلغ معين لسداد الضرائب والتأمين والسير في الإجراءات والرسوم الجمركية، وقد يبدو المبلغ صغيرًا في البداية، ولكن إذا استمررت في السداد، سيستمرون في مطالبتك بالمزيد – وستزداد المبالغ أكثر فأكثر، وقد خسر بعض الضحايا آلاف الدولارات. 

ولا يشتري معظم منظمي عمليات النصب تذاكر اليانصيب بالنيابة عنك. بينما يقوم آخرون بشراء بعض التذاكر، ولكن يحتفظون لأنفسهم بالتذاكر "الرابحة". وفي أي حال، يحاول محتالو اليانصيب أن يحصلوا منك على رقم حسابك المصرفي أو بطاقتك الائتمانية، بحيث يستطيعون أن يسحبوا منك مبالغ مالية دون علمك. 

وأكد جهاز حماية المستهلك أن العروض الأجنبية "النيجيرية" للحصول على أموال هى الأكثر انتشارًا عبر الرسائل الإلكترونية للبريد الشخصى الخاص بالمتعاملين مع شبكة الإنترنت اكتسب النصب "النيجري" سمعته من رسائل البريد الإلكتروني التي يدعى مرسلوها أنهم "مسئولون" نيجريون يحتاجون مساعدتك للحصول على أموالهم العالقة بسبب ما يجري في البلاد من أعمال نضالية، واليوم، يقوم أشخاص يدعون أنهم مسئولون أو رجال أعمال أو ورثة لقادة حكوميين في دول من جميع أنحاء العالم بإرسال عروض لا تحصى عبر البريد الإلكتروني لنقل آلاف الدولارات لحسابك المصرفي إذا قمت أنت فقط بسداد رسم أو "ضرائب" لمساعدتهم على الوصول لأموالهم، فإذا قمت بالرد على العرض المبدئي، قد تتلقى مستندات تبدو "رسمية"، ولكن سوف تتلقى بعد ذلك بريد إلكتروني آخر يطلب منك إرسال المزيد من الأموال لتغطية تكاليف الصفقة والتحويل وأتعاب المحامي، بالإضافة إلى ورقة على بياض تحمل الرأسية الرسمية الخاصة بك وأرقام حسابك المصرفي، إضافة إلى معلومات أخرى، وسوف تتلقى المزيد من رسائل البريد الإلكتروني التي تشجعك على السفر لدولة أخرى لاستكمال الصفقة، لدرجة أن بعض المحتالين قاموا بطباعة كم كبير من النقود المزيفة لدعم ادعاءاتهم. 

وهذه الرسائل التي تتلقاها بالبريد الإلكتروني يرسلها محتالون يحاولون سرقة أموالك أو ارتكاب جرائم سرقة الهوية، ويقول ضحايا تلك العمليات الاحتيالية إن أمورًا طارئة تحدث وتستدعي إرسال المزيد من الأموال وتؤخر عملية "تحويل" الأموال، ولكنك في النهاية تخسر نقودك ويختفي النصاب المحترف. 

ووفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن الأشخاص الذين استجابوا لتلك الإغراءات تعرضوا للضرب والتهديد والابتزاز والقتل في بعض الأحيان. 

وبصرف النظر عن الستار الذي يختبئ خلفه المحتال، فإن ما يحدث هو أن يرسل النصاب شيكًا يبدو سليمًا – ومكتملًا ويحمل العلامات المائية – وقابلًا للدفع بمبلغ يزيد على ما تتوقعه. 

ويطلب منك إيداع الشيك في حسابك المصرفي، ثم تحويل جزء من الأموال لحساب أجنبي. ويعطيك أسبابًا مقنعة ليوضح لك لماذا يزيد المبلغ عن القيمة المطلوبة، ولماذا يريد منك سرعة تحويل المال.

وفي بعض الأحيان تنطلي حيلة الشيك المزور على صراف البنك، ولكن تنبه لأن الشيك قد يكون بدون رصيد. ثم يختفي المحتال بالأموال التي حولتها من حسابك وتتحمل أنت المبلغ الموضح في الشيك عديم القيمة، كما أن النصاب الذي يحصل على رقم حسابك المصرفي قد يستخدمه لسحب مزيد من الأموال من حسابك.


ميديا واخبار العرب
زوروا موقعنا الجديد لكل الفيديوهات - رياضية سياسية دينية وثائقة

رجــاء اترك تعليقا عن رايك فيما قرأت او شاهدت Facebook Comments تعليقات الفيس بوك




0 comments

ضع تعليق

رجاء اترك تعليقك على ما قرأت

Copyright 2011 موقع الاخبار اخر خبر والاخبار العاجلة Designed by